نالت البرامج الرياضية في غالبية القنوات الفضائية المتخصصة في الجانب الرياضي أو غيرها، اهتماماً ومتابعة كبيرة من المشاهدين خصوصاً الرياضيين، إذ تقدم قنوات عدة طوال أيام الأسبوع 15 برنامجاً رياضياً ما بين يومي و«كل ثلاثة أيام» وأسبوعي، تتناول قضايا وأحداث ومنافسات البطولات الكروية السعودية. ويقف خلف تلك البرامج الرياضية معدِّون منهم المحترف و«المجتهد» و«المتعاون» و«المراسل» و«مأمور السنترال»، الذين أصبحوا كافة تحت مسمى «معد برامج رياضية». «الحياة» استطلعت آراء بعض المعدِّين في قنوات رياضية عدة، للبحث عن إجابات منهم حول دور المعد الرئيسي، وهل يدار من إدارة القناة أو من أعضاء شرف ورؤساء الأندية؟ وهل أصبح دور المعد «مأمور سنترال» للقناة لإبلاغ ضيوف القناة بمواعيد البرامج؟ إضافة إلى سبب غياب غالبية المعدِّين عن إعداد النصوص والتقارير وقراءتها، إلى جانب إصرار بعض المعدِّين على استقطاب ضيوف «ليسوا من منسوبي الإعلام الرياضي» وتسميتهم بإعلاميين رياضيين. إذ قال المدير التنفيذي لقناة «لاين سبورت» يحيى مساوى عن المعدين: «المعد يعتبر العمود الفقري لأي برنامج تلفزيوني، إذ تبدأ من خلاله الفكرة التي تصاغ من اجلها المحاور ويتم بناء عليها اختيار الضيوف وإعداد التقارير والاتصالات، كما ان المعد هو المخطط الرئيسي والصانع الحقيقي لأي برنامج تلفزيوني، أما عن مسألة إدارة المعد من جهات أخرى، فهذا الامر يعتمد على شخصية المعد نفسه لأن المعد الناجح هو من يعتمد على رؤيته التي لابد ان تتوافق مع التوجهات العامة للقناة التي يعمل بها ومن ثم ينطلق من أساس رؤيته من دون التأثر بأية عوامل خارجية». وعن اقتصار دور بعض المعدين في جانب الاتصالات ك «سنترال» للقناة لإبلاغ ضيوف البرنامج بالمواعيد، أوضح مساوى: «للأسف هناك نوعية من المعدين يقتصر دوره فقط على مجرد إبلاغ الضيوف هاتفياً من دون ان يكون له أي دور مؤثر في البرنامج، وهذه النوعية لا أعتبرهم معدين بقدر ما يمكن تسميتهم منفذين لمهمة محددة، فالمعد الذي لا يجيد كتابة النصوص والتقارير لا يعتبر معداً فلابد ان يمتلك قدرات وادوات عدة من ضمنها القدرة على كتابة وصياغة التقرير التلفزيوني، وسبب غياب هؤلاء عن الكتابة هو أنه يطلق عليهم معدون وهم ليسوا كذلك، أما بالنسبة لقراءتها فهذه تعود لمعايير أخرى بحسب خامة الصوت والتلوين الصوتي». أما معد برنامج «كورة» في قناة «روتانا خليجية» نايف المطيري، فقال: «مستحيل أن يدار المعد من أي جهة خارجية، ولو فعل ذلك لفقد جزءاً كبيراً من عناصر المهنة، إضافة إلى أنه يفقد عنصر البحث عن الإثارة التي ينتظرها المشاهد من دون إنقاص القضية حقها لمصلحة أي كان». وأضاف: «المعد الجيد هو الذي يبحث عن ضيوف لهم علاقة بقضية معيَّنة، ولديهم معرفة كاملة، ما يجعل الموضوع الذي يطرح يتناسب مع آراء الضيف السابقة، لذلك عملية تنسيق الضيوف مكملة لعناصر القضية التي تطرح في البرنامج وتأخذ الكثير من الوقت لدى المعد من أجل إبرازها». بينما قال معد البرامج والمشرف على موقع القناة الرياضية السعودية الإلكتروني، طارق المنصور: «معد البرامج يتبع لإدارة القناة ويعمل وفق توجهاتها وتوجهات القائمين عليها، ولكن قد تكون هناك محاباة لبعض رؤساء الأندية أو أعضاء الشرف أو غيرهم طمعاً في كسب ثقتهم في المشاركة معهم في البرامج أو بحكم الميول، والبعض تربطه بعضو الشرف علاقة صداقة خارج الوسط الإعلامي وهذا ليس عيباً وإنما العيب في أن تؤثر هذه العلاقة وتظلم أطرافاً أخرى، ومن يتمادى في مجاملة ذلك الشخص أو غيره فسينكشف سريعاً، كما ان معد أي برنامج هو من يسير البرنامج وفق هواه، فالأمانة هنا مطلب مهم للغاية وبالذات في وسطنا الرياضي والذي يعج بالتعصب والاتهامات». من جهته، قال رئيس معدي البرنامج الرياضي الشهير (الجولة) في قناة «لاين سبورت»، الدكتور وليد بن مهري: «دور المعد الرئيسي هو نقل تساؤلات الجماهير الرياضية كافة وتحويلها لمادة رياضية مرئية، فالمعد هو موظف في قناة، ومن الطبيعي ان يعمل وفق خطط القناة مثلما يعمل الصحافيون وفق خطط إدارة الصحيفة، ولدينا في القناة قسم خاص يؤدي هذه الدور في التواصل مع الضيوف وترتيب امورهم كافة». وأضاف: «في ما يخص تدني مستوى المعدين، فأنا سبق وعملت في قناتين ومع نخبة من الزملاء المميزين في قسم الاعداد وتحت ادارة إعلامي خبير كوليد الفراج والمستوى كان مميزاً لدى الزملاء كافة».