«حفَاة» قصص لطاهر الزراعي «إلى كل القادرين على اصطياد المعاناة ومعانقة الضوء... حتى الأبد»... بهذا الإهداء يبدأ القاص السعودي طاهر الزارعي مجموعته القصصية الأولى، وعنوانها «حُفَاة» التي صدرت حديثاً عن «مؤسسة شمس للنشر والإعلام» في القاهرة. تقع المجموعة في 88 صفحة، وتضم اثنتين وسبعين قصة قصيرة جداً.ويصف الناقد السعودي عبد الله السفر قصص المجموعة ب «النصوص المجهرية الصغيرة التي تبوح من خلف المفردات، وتمتاز بالتكثيف». ويقول عنها الناقد المصري رحاب الدين الهواري: «في لغة سهلة، مليئة بالصور، يدخل طاهر الزارعي إلى ثنايا نصوصه القصيرة جداً، مشحوناً بالهم الشخصي والعربي، حاملاً على عاتقه أحزان هؤلاء الذين يخرجون ليلاً كالمتسكعين، يلتقطون القذارة بأثمان بخسة، وحينما يطوف عالمه العربي، يعود حزيناً بعد أن شاهد الغرباء العجائز الذين ينامون ويأكلون ويتغوطون تحت الجسور...». ومن أجواء المجموعة: «قالوا عن الأول: إنه ينتعل الفقر، وقالوا عن الثاني: إنه تنقصه شجاعة الصحراء، أما الثالث فاتهموه بأنه لا يمارس شيئاً من فحولتهم المعروفة. وهي في كل ليلة تنكفئ، وتمتشق رذاذ ثغرها، وتشعر بغثيان صاخب!». دارفور أزمة وصراعاً الخرطوم - «الحياة» «دارفور من أزمة دولة الى صراع القوى العظمى» كتاب صدر حديثاً للباحث عبده مختار موسى عن الدار العربية للعلوم - ناشرون ومركز الجزيرة للدراسات. يسعى الكاتب الى شرح الوضع القائم في اقليم دارفور السوداني، ملقياً الضوء على مختلف الجوانب التي أدت الى الصراع الدامي الحالي الذي يجري فيه، وتحوله الى قضية شائكة، انعكست آثارها المدمرة ولا تزال تنعكس، على أرض هذا الإقليم ومواطنيه. انفجار الوضع في هذا الإقليم، جاء في لحظة تضافر الظروف الموضوعية الخارجية والداخلية مجتمعة. فقد توافرت له المعطيات الإقليمية، والتغيرات والتوازنات الدولية، اضافة الى الأسباب التاريخية الداخلية التقليدية. فإقليم دارفور عانى خلال عقود من الزمن، الإهمال المستمر من الحكومات المركزية السودانية، مما أوصله الى حالة مزرية من التخلف والفقر. يركز الكتاب على ضرورة فهم الجانب التاريخي من القضية السودانية، فيفسر طبيعة المجتمع السوداني، ويشرح تركيبته الداخلية وميزان القوى الذي يتحكم بها. ويحدد دور النخبة السياسية فيه والتي ساهمت في تعقيد المشكلات الموروثة، وفي تعميق الأزمات التي أدت الى انفجار الوضع، لتكشف عجز الدولة وهشاشتها، وتهدد استقرارها وتماسكها ووجودها. «ما بعد الاستشراق» بيروت - «الحياة» عن مركز دراسات الوحدة العربية صدر كتاب «ما بعد الاستشراق: مراجعات نقدية في التاريخ الاجتاعي والثقافي المغاربي 1190 - 2008» للباحث علي عبداللطيف أحميدة. يعنى الباحث بالنقد المنهجي، ويرى أن الجدل حول الاستشراق وما بعد الاستعمار يلخص جل الكتابات حول المنهج. لذا، كان من الطبيعي أن يُعنوِن كتابه ب «ما بعد الاستشراق» بحيث يقدم للقارئ العربي مراجعات للمفاهيم النقدية والافتراضات والبدائل المنهجية في دراسات عن العالم العربي والاسلامي في العقود الثلاثة الماضية، خصوصاً بعد نشر نقد المفكر العربي الأميركي ادوارد سعيد، في كتابه «الاستشراق» عام 1978. ويرى الباحث أن الجدل حول نقد الاستشراق وتقييم نقد ادوارد سعيد على أهمية واضحة، ويقترح أن يسمي ردود الفعل التي تقيّم نقد سعيد لظاهرة الاستشراق «ما بعد الاستشراق». والهدف من الكتاب تقديم تقييم لعدد من الدراسات من منطقة شمال أفريقيا والمغرب العربي الاسلامي، أي أنها تشمل دراسات عن مصر والسودان وليبيا وتونس والجزائر والمغرب. وجل هذه الدراسات ترتبط نظرياً بجدل ما بعد الاستشراق، في ما يخص الكتابات عن التاريخ الاجتماعي والثقافي. وتتوزع الكتاب فصول أربعة، يضم الأول مراجعات لكتب المنهج والثقافة والامبريالية، وفي ما يشمل الثاني مراجعات عن الاسلام والمجتمع الأهلي والمواطنة. وفي الثالث دراسات عن التاريخ المقارن للدولة الوطنية المغاربية، وفي الأخير مراجعات عن ليبيا وخصوصيتها التاريخية.