إسلام آباد - رويترز، يو بي آي - قصفت طائرات حربية باكستانية أمس، منطقة مكين في إقليمجنوب وزيرستان القبلي (شمال غربي)، معقل زعيم حركة «طالبان باكستان» بيعة الله محسود، وذلك بعد ساعات قليلة على تعهد الرئيس آصف علي زرداري شن حرب «حتى النهاية» على التشدد، وإعلان مسؤولين أميركيين أن عملية بدأت ضد قوات محسود في الإقليم المحاذي للحدود مع أفغانستان. وقال زرداري في كلمة إلى الشعب الباكستاني: «تحظى هذه الحرب بدعم البرلمان والأحزاب السياسية، وكذلك الشعب»، مضيفاً: «طالبان أعداء الأبرياء. يريدون إرهاب الشعب والسيطرة على مؤسسات البلاد باسم الإسلام الذي لا يمتون إليه بصلة». وفيما وسع الجيش في الأيام الأخيرة دائرة عملياته الى منطقة بانو التي تقع على مشارف وزيرستان، اعلن سقوط 82 متشدداً خلال الساعات ال12 الأخيرة، في عملية سيطر فيها جنوده على أجزاء من المنطقة. وشهدت بلدة كوهات في بانو مقتل أحد المارة وجرح 8 من رجال الشرطة في هجوم شن باستخدام قنبلة يدوية جرى التحكم بها من بعد. وأفاد شهود بأن أربع طائرات قتالية قصفت مكين، فيما اعلن الجيش مقتل سبعة متشددين وجرح خمسة آخرين، مشيراً الى قصف مواقع لمتشددين رداً على تعرض حصن في سيبلاتوي لنيران صواريخ. وقصفت طائرات حربية أيضاً مخابئ للمتشددين في منطقة مهمند القبلية، ما أدى الى مقتل سبعة أشخاص على الأقل. كما تعرض إقليم باجور لقصف مدفعي وجوي أسفر عن سقوط تسعة متشددين. وفي واشنطن، أعلن مسؤول أميركي رفض كشف اسمه ان وزارة الدفاع (البنتاغون) توقعت في كانون الأول (ديسمبر) الماضي شن عمليات قتالية ضد شبكة محسود التي تتهم بمسؤوليتها عن شن هجمات كثيرة في باكستان، واغتيال رئيسة الوزراء الراحلة بينظير بوتو نهاية عام 2007. وقال: «نحن سعداء لاستخدام هذا الجحم من القوة»، مشيراً الى ان «الاستراتيجية تقضي بممارسة الضغط على جانبي الحدود». وتبنت حركة محسود مسؤولية هجومين انتحاريين نفذا في مسجدين أول من أمس، وآخر استهدف فندق «بيرل كونتينتال» في بيشاور عاصمة الإقليم الحدودي الشمالي الغربي الثلثاء. ومني الجيش الباكستاني بهزائم عدة في مناطق وزيرستان القبلية بين عامي 2004 و2008. واضطر الى إبرام اتفاق سلام تخلى بموجبه عن المنطقة ل «طالبان». لكن واشنطن تعتبر المرحلة الحالية الأفضل لتحقق نصر في المنطقة «بعد تكييف الوسائل التكتيكية لتخفيف بعض المشاكل التي ارتبطت بالعمليات العسكرية السابقة».