برلين، موسكو، بروكسيل - رويترز، أ ف ب - تفشى المرض الناتج من بكتيريا «إي كولاي» في أوروبا أمس، في وقت ارتفعت فيه حصيلة الوفيات في ألمانيا إلى 17 شخصاً إلى جانب مئات الإصابات، كما ظهرت حالات جديدة في بلدان أوروبية أخرى مثل هولندا، وثلاث حالات في الولاياتالمتحدة. وأكد مسؤولون أوروبيون أن معظم الحالات المسجلة خارج ألمانيا، كانت لألمان أو لأشخاص سافروا أخيراً إلى ألمانيا. ومن عوارضه، نزيف في الجهاز الهضمي وفي حالات أكثر خطورة مشاكل في الكلى. وأصيب بالمرض، الذي يقع مركزه في مدينة هامبورغ، شمال ألمانيا، أكثر من 1500 شخص في ثماني دول أوروبية وأدى إلى خلاف دولي في شأن مصدر التلوث. وأعلنت المفوضية الأوروبية ليل أول من أمس، رفع التحذير من تناول الخيار الإسباني المنتج من الزراعة الطبيعية، والذي كانت السلطات الألمانية حددته كمصدر محتمل للتفشي، مشيرة في بيان إلى أن «التحاليل الأخيرة التي أجريت في وألمانياوإسبانيا على خيار منتج في الأخيرة، لم ترصد وجود النوع «0104» من بكتيريا «أي كولاي». وأفادت وزارة الصحة الإسبانية بأن قرار المفوضية الأوروبية يشكل «خطوة مهمة لعودة القطاع الزراعي الإسباني سريعاً إلى وضعه الطبيعي»، في وقت احتفظت فيه إسبانيا بحقها في اتخاذ أي إجراء قانوني. وقال مزارعون إسبان إن مبيعاتهم تراجعت في شكل حاد وقد يفقد 70 ألف مزارع عملهم، في بلد يعاني من أعلى معدل بطالة في الاتحاد الأوروبي. ودعا مفوض الصحة في الاتحاد الأوروبي جون دالي، ألمانيا إلى تكثيف جهودها لتحديد مصدر هذا التلوث الذي تسبب بأزمة صحية خطيرة في الاتحاد الأوروبي وبانهيار سوق الخضار والفاكهة. وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يواجه «أزمة خطيرة» ولا بد من تسخير كل الإمكانات من اجل تحديد سبب الوباء في اقرب وقت ممكن. وتحدثت المفوضية الأوروبية عن «أزمة استهلاك في كل أوروبا مع انخفاض كبير في استهلاك الفواكه والخضار وليس فقط الخيار» وفق احد الناطقين باسمها. وقال: «نعمل جاهدين للوصول إلى مصدر التلوث، وأدعو الدول الأعضاء، وخصوصاً ألمانيا، لزيادة جهودها في هذا الاتجاه». وأعلنت وكالة حماية المستهلكين أن روسيا حظرت أمس استيراد الخضار الطازجة من جميع بلدان الاتحاد الأوروبي، ونقلت وكالة «انترفاكس» عن رئيس وكالة حماية المستهلكين غينادي اويتشنكو أن الخضار التي استوردت من الاتحاد الأوروبي ستصادر في كل أنحاء روسيا. ودعا إلى التخلي عن الخضار المستوردة وتناول المنتجات المحلية، معتبراً أن المعايير الصحية المعمول بها في روسيا أفضل من تلك في الاتحاد الأوروبي، وأن التسمم يدل على أن القوانين الصحية الأوروبية التي يحض البعض روسيا على إتباعها، ليست سليمة. وفي فرنسا، قال الناطق باسم الحكومة فرانسوا باروي إن بلاده شكلت وحدة إدارة للأزمة كإجراء احترازي للتعامل مع تفش محتمل، ووضعت مسؤولي الصحة في حال تأهب تحسباً لظهور إشارات على وجود إصابات جديدة. واستأنف باحثون طبيون عملهم، مستخدمين وسائل جديدة لمكافحة الوباء، وأعلن المعهد الألماني لتقييم الأخطار انه طور اختباراً جديداً بالتعاون مع باحثين فرنسيين من «الوكالة الوطنية للأمن الصحي» لكشف البكتيريا في الأطعمة. وقال مدير المعهد البروفسور اندرياس هنسل في بيان: «نأمل بأن يساهم هذا الاختبار في كشف مصدر نسخة «0104 اتش4» من بكتيريا «أي كولاي»، وبالتالي سحب الأطعمة الملوثة سريعاً من الأسواق». وأعلنت جامعة «مونستر»، الواقعة غرب ألمانيا، قبل أيام، أنها طورت اختباراً آخر يتيح كشف البكتيريا في غضون أربع إلى 24 ساعة. وفي برلين، كرر «معهد روبرت كوخ»، المكلف مراقبة الأوضاع الصحية، توصياته بعدم تناول الطماطم والخيار والخس نيئاً.