زار القائد السابق لقوات صرب البوسنة الجنرال راتكو ملاديتش المتهم بارتكاب جرائم إبادة ضد الإنسانية أهمها حصار سراييفو، بين عامي 1992 و1995 ومجزرة مسلمي سريبرينيتسا شرق البوسنة عام 1995، حين قتل حوالى 8 آلاف رجل وشاب، قبر ابنته آنا في بلغراد أمس، قبل أن ترفض المحكمة العليا الصربية استئنافاً قدمه محاموه لتأجيل قرار نقله إلى محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا في لاهاي بحجة سوء حاله الصحية. كما التقى ملاديتش أحفاده للمرة الأولى منذ توقيفه، وخمسة من أصدقائه. وصرح ميلوس سالييتش، محامي ملاديتش الذي أوقف في قرية لازاريفو (شمال شرق) الخميس الماضي بعد مطاردة استمرت 16 سنة، بأن موكله «اظهر ارتياحاً» لتمكنه من زيارة قبر ابنته آنا الطالبة في الطب التي انتحرت عام 1994 حين كانت في ال 23 من العمر، بعدما لم تستطع، بحسب وسائل إعلام، تحمل الفظاعات التي اتهم والدها بارتكابها في البوسنة. وإثر رفض الاستئناف، اعلن المحامي سالييتش انه يبحث عن شخص «يمكن الوثوق به» للدفاع عن موكله في لاهاي، حيث يواجه الاتهامات الأخطر التي ينص عليها القانون الدولي، واحتمال إدانته بالسجن المؤبد. وأعلنت محكمة الجزاء اول من امس، أنها تدرس إمكان دمج قضية ملاديتش بقضية حليفه السابق الزعيم السياسي لصرب البوسنة رادوفان كاراديتش. وتظاهر بضعة آلاف في بانيالوكا بالكيان الصربي بالبوسنة للاحتجاج على اعتقال ملاديتش، وحملوا لافتات كتب عليها: «امض قدماً يا جنرال... نحن معك»، و»عار عليك يا تاديتش. أنت لم تخن ملاديتش بل الشعب الصربي»، في إشارة إلى الرئيس الصربي بوريس تاديتش الذي أمر باعتقال ملاديتش من اجل إزالة عقبة رئيسية تمنع انضمام صربيا إلى الاتحاد الأوروبي. وكان بين 10 و15 ألفاً من القوميين الصرب المتطرفين تظاهروا للغاية ذاتها في بلغراد الأحد الماضي.