استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الديوان الملكي بقصر السلام أمس الأمراء والوزراء وكبار المسؤولين وقادة وضباط الحرس الملكي، وجموعاً من المواطنين من أهالي منطقة مكةالمكرمة ومنطقة المدينةالمنورة، الذين قدموا للسلام عليه وتهنئته بسلامة الوصول إلى جدة. بعد ذلك ألقى الشريف هزاع بن شاكر العبدلي كلمة عن أهالي منطقة مكةالمكرمة قال فيها: «إن كلمات الحمد والشكر والترحيب بمقدمكم المبارك تبقى حائرة أمام مقامكم الكريم، ماذا آخذ منها، وأدع لوصف ما في النفوس من عظيم المعاني وجميل المباني، ونحن نراك بيننا في الذكرى السادسة لتوليكم مقاليد الحكم، وقد منَّ الله عزّ وجلّ عليك بلباس الصحة والعافية وتفضل من جوده عليك بالشفاء، فالحمد لله الذي أعطى فأكرم، وأتم فضله عليك فأنعم، فالحمد لله من قبل ومن بعد». وأضاف قائلاً: «إن أهل منطقة مكةالمكرمة أحب البقاع إلى الله، يرحبون بمقدمكم المبارك مرددين بعبارة صادقة ومخلصة، حللت دارك يا أبا متعب أهلاً وبين محبيك سهلاً، فحي بك مليكاً محبوباً بين شعبه، ووالداً حانياً بين ولده، وراعياً أميناً بين رعيته، حي بك في كل حال، وحي بك ما نطق محب لك أو صدح بهذا الحب وقال». واستطرد الشريف هزاع بن شاكر العبدلي قائلاً: «مليكنا المفدى، إن ما تفضل الله به عليكم من نعمة العافية، هي نعمة وفضل على أهل هذه البلاد المباركة جميعاً التي حباها الله اليوم في عالم مضطرب وحال متقلب، بتماسك فريد بين قيادتها وشعبها، ووحدة كلمة تجمعهم على كتاب الله عز وجل وسنة سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا هو فخر وعز هذه البلاد المباركة إلى قيام الساعة». وأردف يقول: «يا خادم الحرمين الشريفين، لقد تركت الكثير، والكثير من المفردات والمعاني الجميلة وتراكيب الألفاظ التي بك لائقة أنيقة، والتي تعبر عن عظيم ما تكنه النفوس لك من مودة، وتحفظه القلوب لك من محبة، ولم أجد أعظم ولا أجل وأكرم من كلام حبيب الله وحبيبك وحبيبنا سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي قال: «خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم»، فهنيئاً لنا أننا بأصدق معاني الحب نحبك وبأعلى مراتب الود نودك، حب بعيد عن كل ما يشينه وينقصه من معاني النفعية، حبُّ مبناه الصدق، وعنوانه وشعاره الوفاء من أهل الوفاء لرجل الوفاء عبدالله بن عبدالعزيز الملك الإنسان الذي أحب شعبه فأحبّه، وعاش همومه فصدق معه». وقال العبدلي: «ها نحن اليوم أيها الملك المفدى نكرر لكم هذه المعاني التي جاشت بها قلوب محبيك من شعبك، ونحن نمر بالذكرى السادسة للبيعة، معبرين لمقامكم الكريم بكل ما تقدم وزيادة من التقدير والوفاء والإخلاص والولاء، وأبناء المملكة لا يزالون ينعمون بقرارات الخير الأخيرة التي عمّت كل إنسان في كل أرجاء البلاد، وما خصصتم به منطقة مكةالمكرمة من استثناءات تجاوزت كل حد وتتابع عطاء وبذل وعناية يدك الكريمة عليها حتى زرعت الأمل في نفس كل مواطن، لتصنع تطوراً كبيراً وبنية تحتية متينة ورخاء تجاوز كل التوقعات، ولم تكتف بهذا الخير الوفير الذي خصصتنا به، بل زدت الفضل وجددت الثقة في أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، فكان فضلك علينا مضاعفاً». وفي ختام كلمته قال: «يا خادم الحرمين الشريفين أهلاً بك في منطقة مكة ومحافظاتها وثغرها بين أميرها وأهلها، سائلين الله عزّ وجلّ أن يسدد خطاكم، وأن يجعل التوفيق للخير رفيق طريقكم، وأن يحفظكم بحفظه، ويشملكم بعنايته، وأن يجعل الخير على يديكم وبين يديكم، وأن يدرأ بكم عن هذه البلاد ومن فيها الشرور في وقت لا تستقيم فيه الأمور إلا بالوحدة والتماسك على الحق والهدى والنور، وأن يجعل بلادنا خير البلاد أمناً ورخاءً واستقراراً في ظل عهدك الميمون، عهد الخير والعطاء»