يرد المخرج السوري رشاد كوكش على المؤلف مروان قاووق الذي اتهمه بأن إخراجه للجزء الأول من مسلسل «بيت جدي» كان ضعيفاً ومترهلاً بكل المقاييس، ويقول: «اختلق قاووق مشكلة بحجج ضعيفة من قبيل ان المسلسل انتج على عجل، وهذا ما أراه طبيعياً، فالمسلسل يخضع لشروط السوق، والسرعة مهمة في هذه الحالة خصوصاً عندما تتولى اخراج عمل ما قبل موسم رمضان بشهرين أو ثلاثة، وهذا يحصل مع غالبية المسلسلات». ويضيف: «جميعنا نتحمل مسؤولية الخطأ في مثل هذه الحالة، ولست وحدي، لأن شركات الإنتاج تتذكر الموسم الدرامي في وقت متأخر». وعن أسباب رفضه اخراج جزء ثان من مسلسل «بيت جدي»، يقول كوكش: «في الأساس أرفض مسألة الأجزاء، وهذا ليس موقفاً من مروان قاووق أو من الجهة المنتجة، فأنا أرى أن نجاح جزء لا يترتب عليه بالضرورة نجاح أجزاء أخرى، إذ غالباً ما تأتي الأجزاء ضعيفة، وخير مثال على ذلك «باب الحارة» و «أبو كامل». ويرد كوكش شعبية «باب الحارة» بأجزائه الثلاثة إلى «تعلق المشاهد بالأجزاء السابقة كونه يبحث عما أحبه في هذه الأجزاء التي سبق له وشاهدها، ولكن، عندما تكرر الأمر، خاب أمل المشاهدين في الجزء الثالث. المهم هنا هو أن عملية إنتاج أجزاء من مسلسل واحد تظل لعبة تجارية تفرضها المحطات، فالمشاهد لا يختار ما يريد، بل يشاهد ما يفرض عليه». وسئل هل يعني برفضه اخراج الجزء الثاني من «بيت جدي» أنه يقف الآن خارج هذه اللعبة، فأجاب: «يجب أن يكون هناك من يقول لا كحد أدنى أمام عمل لا ينجح هو نفسه فيه، وأؤكد لك أنه في كثير من الأحيان حمل مخرجون مشاريعهم وبحثوا عن جهات منتجة ولم يجدوا آذاناً صاغية على رغم أن مشاريعهم غاية في الأهمية». ويضيف: «في بعض الأحيان يمد المخرج خيطاً صغيراً ليتكئ عليه لاعتقاده بأنه عمل مهم، وأنه قادر على أن يصنع منه عملاً مميزاً. «بيت جدي» كان يتمتع ب «حدوتة» لطيفة وبعيدة كل البعد من «باب الحارة» و«أهل الراية» اللذين نفذا في الفترة ذاتها، ولقد أحببت أن أخوض هذه التجربة بنوع من التحدي لأقف على قدم المساواة مع هذين المسلسلين، وأؤكد لك إن «بيت جدي» حظي بنسبة مشاهدة مهمة بحسب بعض استطلاعات الرأي». ولا ينفي كوكش إن عمله في الأساس مخرجاً منفذاً إلى جانب شقيقه المخرج المخضرم علاء الدين في مسلسل «أهل الراية» سمح له بالاطلاع على الكواليس الشامية والاستفادة منها، «لأن تجربة المخرج عبارة عن تراكم أعمال كثيرة، وأنا عملت في مسلسلات شامية أخرى مثل «أبو كامل» و «أيام شامية»، وهذا كان كافياً برأيي لأن أخوض تجربة مختلفة». وهل العمل على مسلسلات البيئة الشامية أصبح يشكل نوعاً من أنواع القضاء على الملل بحسب بعض مؤلفيها يجيب كوكش: «هي تنوع يجب أن يتوافر في موسم درامي على أن لا يصبح موضة كما يحدث الآن. أنا مع هذا التنوع من دون الإكثار من نوع واحد سواء أكان شامياً أو بدوياً أو تاريخياً، وفي النهاية تظل هذه المسألة كما قلت لعبة المحطات». ويشير كوكش الى انه لا يخشى استبعاده من هذه اللعبة، «ففي النهاية هناك عرض وطلب، وما أصرح به هو رأي الوسط الفني بأكمله». ويستشعر المخرج السوري خطراً يهدد الدراما السورية ويقول: «بالطبع هناك خطر: المسلسلات التركية من جهة، وأمزجة القائمين على الإنتاج من جهة أخرى». ولا يرى بالمقابل أن الدراما التركية كانت متفوقة بشيء، «فالمشاهد بحاجة إلى نوع من التغيير بين الفينة والأخرى، ولكن أن تصبح المسلسلات التركية هي كل شيء في حياتنا، فهذه معضلة كبيرة، حتى إنني قرأت منذ فترة تصريحاً لأحد الفنانين الأتراك البارزين يقول فيه إن هذه المسلسلات لا تمت إلى تركيا بصلة». وأما لماذا لا يشكل هذا الكلام حافزاً لبعض الدراميين السوريين ليغيروا في كثير من مقولات أعمالهم التي لا تمت بصلة إلى واقع المجتمع السوري فيقول: «للأسف، ساعات البث الطويلة وكثرة المحطات ساهمتا في استهلاك كل ما يقدم بغثّه وسمينه، وأذكر أن القناة الحكومية الكويتية كانت تقوّم العمل الدرامي بحسب درجة أولى وثانية وثالثة، ووضعت سعراً لكل درجة، وهذا كان حافزاً مهماً برأيي ليقدم الفنان والجهة المنتجة أعمالاً ترقى الى الدرجة الأولى بأهميتها». ويضيف: «نعم نحن نفتقد لهذه التجربة، وأتمنى أن تضع المحطات العربية معايير للسوية الفنية والفكرية على كل مسلسل يعرض عليها، وهذا سيشكل دافعاً لتقديم الأفضل».