بدأت دول أوروبية تجربة طائرة تعمل بالطاقة الشمسية، ودراسة إمكان استخدامها بدل الطائرة التي تعمل على الفيول بعد زيادة سرعتها. وتوشك طائرة مزوّدة بألواح شمسية، أن تُنجِز أول رحلة حول العالم لهذا النوع من الطائرات. في المقابل، لا تزال استخدامات طاقة الشمس محدودة جداً في الدول العربية التي تتمتع بشمس مشرقة وصحارى واسعة. على رغم أن سورية عقدت مؤتمرات كثيرة حول استخدام طاقة الشمس وغيرها من أنواع الطاقة المتجددة، يحتاج تنفيذ الأفكار التي طرحت في تلك المؤتمرات كثيراً من الوقت. وإذا استثنينا بعض المبادرات الكبرى، مثل مدينة «مصدر» في أبو ظبي، فإن الاستخدام الأبرز لطاقة الشمس عربياً يتمثّل في السخّان الشمسي المنزلي. والحق أن هذه الأداة تعاني من انتشارها ببطء في الدول العربية، على رغم مبادرة بعضها الى تقديم بعض التسهيلات في اقتناء هذا السخّان، مثل القروض المصرفية المخصصة لشرائه وتركيبه. وشكلت هيئة التخطيط والتعاون الدولي في سورية أخيراً، فريق عمل ساهمت فيه خمس جهات هي وزارات الزراعة والكهرباء والبيئة والادارة المحلية، والهيئة العامة لإدارة البادية وتنميتها، والمعهد العالي للعلوم التطبيقية. ويعتبر تشكيل هذا الفريق خطوة أولى للبدء في تطبيق تجربة الطبّاخ الشمسي في 5 مناطق في البادية السورية. ووضع فريق العمل منهجية تبين دور كل جهة في تنفيذ تجربة المشروع. وأكّد الاسراع في اتخاذ الخطوات العملية لتحقيقه، ووضع برنامج زمني للتنفيذ، والاتفاق على تصنيع نماذج عن الأجهزة الشمسية في صيغتها النهائية. ويبلغ عدد هذه الأجهزة 30 جهازاً، توزّعت على مناطق عدة لتجربتها وفق مراحل زمنية، مع ملاحظة أن فترة التجربة تمتدّ لستة شهور. توقيع عقد محطة كهروضوئية يهدف المشروع إلى استخدام الطاقة الشمسية في الطهو، وتسخين المياه، وتأمين الطاقة الكهربائية. وتوضع الأجهزة في تصرّف سكان البادية السورية لإستخدامها بديلاً من الاعتماد على حرق الشجيرات الرعوية والأشجار المستوطنة المهددة أصلاً بالزوال نتيجة عملية الاحتطاب الجائر. والمعلوم أن هذه النباتات تعمل على تثبيت التربة، والحفاظ على رطوبة الأراضي، وتثبيت الكثبان الرملية التي تنشر العواصف غبارها في البادية والمحافظات المتاخمة لها. في السياق ذاته، وقّع «المركز الوطني لبحوث الطاقة» (التابع لوزارة الكهرباء) مع ائتلاف مكوّن من شركة «صنسِت» Sunset الألمانية و «الشركة الدولية للخدمات والتقنية»، عقداً لتنفيذ محطة كهروضوئية بقوة 1 ميغاواط ساعة. تبلغ قيمة العقد 265 مليون ليرة سورية (حوالى 5.6 مليون دولار). وأشار مصطفى شيخاني المدير العام ل «المركز الوطني» إلى ريادة هذا المشروع التجريبي، موضحاً أنه يهدف إلى اختبار تقنيات تتعلق بإنتاج الطاقة الكهربائية بواسطة ألواح تحتوي على لواقط تستخرج الكهرباء من ضوء الشمس. وأضاف شيخاني أن هذه التكنولوجيا واعدة جداً، وقد انخفضت أسعارها في شكل كبير في السنوات الماضية، وازدادت كفاءتها. وأكد أخيراً أن التجربة تعتبر من الحلول المهمة في الإستجابة للطلب المتزايد على الكهرباء سنوياً. وتبلغ القدرة الإجمالية لهذا المشروع 1 ميغاواط ساعة. وينفذ في أربعة شهور. وسيجري ربط هذه المحطة بخطوط كهرباء يصل توتّرها إلى 20 كيلو فولط. ويعتبر المشروع متوافقاً مع البيئة بصورة كليّة. وينفّذ إئتلاف الشركات بناء المحطة لمصلحة «مركز بحوث الطاقة» ووزارة الكهرباء. وقد اتفقت «الشركة السورية الدولية للخدمات والتقنية» مع الشركة الألمانية، حول المسائل المتصلة بنقل الخبرات وتدريب عناصر من مركز بحوث الطاقة، ما يضمن نجاح هذا المشروع الريادي بأقل التكاليف. وفي الوقت الذي تبدو فيه مشاريع طاقة الشمس وردية ومثيرة للتفاؤل، يخشى كثيرون أن يصيبها التباطؤ والروتين، اللذان أصابا مشروع إنشاء معمل للخلايا الكهروضوئية. فمنذ سنوات، ابتدأت وزارة الصناعة في تنفيذ مشروع المعمل بالتعاون مع شركة أوكرانية، لكن لم ينتج شيئاً بعد.