قال أصحاب مطاعم في محافظة الأحساء إنهم لم يتلقوا أي قرار رسمي يمنع بيع الشاورما، فيما علمت «الحياة» أن البلدية تعتزم هذا الأسبوع تنفيذ القرار، الذي أصدره رئيسها قبل أكثر من أسبوع، إثر حادثة التسمم التي تعرض لها أكثر من 48 مواطناً، جراء تناولهم الشاورما من أحد المطاعم في المحافظة. ورغم أن قرار منع بيع الشاورما أصبح شائعاً بين المواطنين، إلا أن بعض المطاعم والبوفيهات في محافظة الأحساء تجاهلت الأمر، واستمرت في بيعها، لأنها لم تستلم إشعاراً خطياً من جانب البلدية يفيد المنع. وذكر عدد من أصحاب المطاعم، أنهم لم يتسلموا أي بلاغ رسمي من البلدية يفيد بحظر البيع، وأكدوا اعتراضهم على مثل هذا القرار في حال وصول خطاب رسمي بذلك، نظراً للإقبال المتزايد على شرائها، وتصدرها قائمة الطلبات. وأكد بعضهم في تصريح ل«الحياة»، أن هذا القرار يعرضهم لخسارة كبيرة جداً، وأنهم يعتمدون بشكل كبير على بيع الشاورما، التي تعتبر الوجبة المفضلة للكثيرين من الزبائن، لافتين إلى أنهم يحرصون على النظافة وسلامة مأكولاتهم لأنها تمثل سمعة المطعم. وذكر صاحب مطعم (فضل عدم ذكر اسمه) أن «قرار البلدية مرفوض، فهي ليست الجهة التي تصدر مثل هذا القرار، وليس من حقها أن تقوم بذلك، لأنه من مهام وزارة البلدية والشؤون القروية، وتتشارك فيه مع وزارتي التجارة والصحة»، وقرار منع بيع الشاورما «لا يمكن أن يطبق على الأحساء فقط، فيما يصرح به في بقية مناطق المملكة، إلا أن تقوم وزارة الصحة بإعلان الأحساء منطقة موبوءة، وسبب هذا الوباء هو الشاورما، وتحدده مناطقياً». مشيراً إلى أنه «لا بد أن يتم تحديد فترة زمنية لذلك، تجري خلالها متابعة مستمرة له». وأوضح أن إعلان الأحساء منطقة موبوءة «هذا لن يحدث من خلال حالة تسمم تسببت فيها أكلة فاسدة في أحد المطاعم»، مشيراً إلى أن منع الشاورما في جميع المطاعم «عقاب جماعي لا يقبله القانون، وهو غير منطقي، وسيواجه برفع قضايا أمام المحاكم ضد بلدية الأحساء لاتخاذها هذا القرار دون مسوغات قانونية». وكانت إدارة صحة البيئة في بلدية الأحساء، أصدرت قراراً بمنع بيع الشاورما في جميع مطاعم المحافظة، اعتباراً من يوم الثلاثاء 16/06/1430 إلى 1/09/1430ه، على خلفية تسمم 48 شخصاً، جراء تناولهم لها من أحد المطاعم في مدينة الهفوف، إذ تعرضوا لحالة من الغثيان والإغماء، استدعت استنفار طوارئ مستشفى الملك فهد التعليمي في الأحساء، وتم عزل بعض المصابين وتنويم آخرين. فيما اعتبر رئيس بلدية الأحساء فهد الجبير في وقت سابق، المنع احترازياً بعد حادثة التسمم، ويشمل تجميع الشاروما وإذابتها، باعتبارهما عنصرين مهمين جداً في التسمم، مضيفاً أن البلدية لن تتراجع عن قرارها، وأنها لن تتهاون مع المطاعم التي لا تطبق قرار المنع، لافتاً إلى أهمية صحة المواطن والمقيم. وأضاف أن قرار منع بيع الشاروما، وبخاصة في فصل الصيف ومع ارتفاع درجة الحرارة بشكل كبير جداً، جاء للحد من وقوع المزيد من حالات التسمم في مثل هذه الفترة من الصيف، التي يزداد فيها الطلب على المطاعم بسبب الإجازة السنوية لطلاب المدارس. ودعا الجبير المواطنين إلى أن يتعاونوا مع البلدية ويتواصلوا معها في الإبلاغ عن المطاعم التي تمارس المخالفات الصحية.