يستطيع أي متخصص في مجال الاقتصاد الرياضي أن يحسب ولو بشكل تقريبي كم هي العوائد التي سيجنيها ريال مدريد من انتقال كريستيانو رونالدو أو كاكا إلى صفوف «الملكي»، في ظل نظام تجاري واضح ومحدد، وأنظمة لا تسمح بالتجاوزات «الخارقة» للعادة. ربما يشكك البعض في ذلك، ولكن للتأكيد سنقول إن مؤسسة «سبورتس بيزنس اكسبرتس» أكدت أن صفقة كاكا ستدر على «الريال» مبلغاً قدره 100 مليون دولار سنوياً من خلال بيع قمصان النادي وعائدات عقود الرعاية ومبيعات التذاكر وتوسيع القاعدة الجماهيرية. والأمر ليس على صعيد «التوقعات» والأماني فقط، بل إن نادي ريال مدريد سبق أن أعلن أن صفقة ضم الإنكليزي بيكهام حققت عوائد بلغت 600 مليون دولار من بيع القمصان والتجهيزات الرياضية المختلفة. هذا ما يحدث في الأسواق التي تخضع ل«الأنظمة» المطبقة وب«شدة» من أجل تحقيق تطور لصناعة كرة القدم والرياضة، بينما الذي يحدث في السعودية أمر مختلف تماماً، والسبب أن «النظام» لا يحفظ حقوق الأندية، فقمصان المشاهير «المقلّدة» تباع عياناً بياناً من دون حسيب أو رقيب، بينما يستصرخ مسيرو الأندية «الأجهزة» المسؤولة منذ أمد بعيد... وليس الآن في عصر عقود «الشراكة» و«الرعاية» وشركات «الاتصالات»، بل منذ سنوات عدة، وربما لا يزال الكثيرون يتذكرون الأمير محمد العبدالله الفيصل وهو يشير إلى هذه النقطة في حوارات تلفزيونية عدة إبان توليه الإشراف على كرة القدم في الأهلي. دوري المحترفين سيوقّع اليوم عقد رعاية بأكثر من ربع بليون ريال و«الهيئة» تتحدث عن بيع قمصان وتجهيزات رياضية، في الوقت الذي تمتلئ الأسواق بقمصان ياسر القحطاني ومحمد نور وويلهامسون وهشام بوشروان ومالك معاذ وسعد الحارثي وغيرهم من صف «النجوم»، بل وستمتلئ الأسواق غداً بقمصان محمد السهلاوي «الصفراء»، وستتوالى صفقات الملايين، لكن لا أحد يستطيع أن يحسب عوائد الصفقات إلا ب«الأهداف»، بينما ستبقى «الأهداف» المالية صعبة الحساب وبعيدة المنال في ظل سوق «سائبة» وجهات مسؤولة «نائمة» لا تحترم «شعارات» ولا مصالح. وفي ظل وضع ك«هذا» فالحال ستبقى صعبة، وحسابات «الأندية» لن تعرف الطريق إلى «الملايين».