انتقد رئيس اللجنة الرئاسية في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني صالح الحصيّن، ضعف عدد الجمعيات الخيرية في المملكة، منوّهاً بأن عددها لا يقارن ببعض الدول الأخرى التي تجاوزتها في هذا الشأن، ويأتي بينها مصر، متسائلاً: «هل نحن أقلّ إحساساً إنسانياً من بقيّة الدول الأخرى؟»، مشدّداً على ضرورة تكثيف وجودها، بحيث تكون مقدّمة للكثير من الخدمات التي تمسّ جميع شؤون الحياة. وقال خلال افتتاح فعاليات ملتقى الحوار الوطني للشباب، في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض أمس: «تفعيل الجانب الخيري والتطوعي أمر ضروري، وفي المملكة يوجد 600 جمعية خيرية فقط، ويظهر من هذا العدد الفارق الهائل بيننا وبين بعض الكثير من الدول، إذ إنه في أميركا مثلاً يوجد لكل 103 أفراد جمعية خيرية، وفي فرنسا لكل 106 جمعيات، وفي مصر لكل 500 فرد جمعية، بينما لدينا لكل 7050 فرداً جمعية خيرية، على رغم أننا ننتمي إلى الحضارة الإسلامية التي بُنيت على البذل التطوعي والأوقاف، بمعنى أننا نمتلك سمّة التطوّع، وهل يعني هذا العدد أنا الأقلّ على مستوى الإحساس الإنساني من بقيّة الدول؟ وهل نحن نفتقد ثقافة العمل التطوعي؟»، مشيراً إلى أن من حسنات الثقافة والحاضرة الغربية المعاصرة، الاهتمام بالجانب الإنساني، مبيّناً أن المملكة بحاجة إلى ما لا يقلّ عن 30 ألف جمعية خيرية. وأضاف: «الحضارة الغربية أهدتنا الكثير من الأمور الإيجابية، وعلينا الاستفادة منها، لكن للأسف أن مستوى الاستجابة لهذه الحضارة تأتي متباينة بين ثقافة وأخرى، فنحن أخذنا بعض التصورات الغريبة بسبب ضعف ثقة بعضنا بالإسلام، والعالم الإسلامي لديه الأفكار المميّزة، لكنه ضعيف وانهزامي، والكثير من مجتمعاته تأخذ ولا تعطي، ولا تفرّق في التصورات بين الحسن والسيء، وهذا يتطلب بذل الجهد من فئة الشباب، ومحاولة تغيير هذا الوضع، والاستفادة من الإمكانات الهائلة التي لديه»، مشدّداً على أن الشباب لديه استعداد ورغبة وإرادة وعزم على التطوّر والبذل التطوعي والتعلّق بالقيم المُثلى. من جانبه، أوضح نائب الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الدكتور فهد السلطان، أن المركز سعى إلى الاعتناء بالشباب، رغبة منه في أن يكون لهم حضور ومشاركة فعّالة في الحوار الوطني، واعداً بعمل المركز على تحويل التوصيات والمقترحات التي خرج بها الشباب من خلال ما عقدوه من ورش عمل، إلى مشاريع مستقبلية يتم تبنيها والاستفادة منها. وقال خلال كلمته: «فوجئنا بتواصل الشباب وتفاعلهم مع هذا الملتقى، إذ وجدنا عدداً كبيراً من المسجّلين والراغبين في المشاركة، وهذه دلالة على رغبة الشباب بالعمل والتنمية والإنتاج في هذا الوطن، فمجرد الرغبة بالمشاركة تعتبر عامل مبشّر بمستقبل زاهر، والمركز اعتني بالشباب وبحضورهم وتفاعلهم، وسعى إلى تعوديهم على الحوار والمشاركة، واللجنة الشبابية لدينا عملت على العديد من الأنشطة والفعاليات بإشراف أكثر من 700 متطوّع ومتطوّعة، لنشر ثقافة الحوار». وشدّدت رئيسة منتدى الغد الأمير نوف بنت فيصل بن تركي، على ضرورة تفعيل الشراكة بين عدد من الجهات والقطاعات الحكومية والخاصة، لتنمية الشباب وإبراز المبدعين منهم، والتعامل مع تطلعاتهم وقضاياهم، كونهم يشكلون الغالبية العظمى من المجتمع. وقال خلال مشاركتها في ملتقى الحوار الوطني للشباب: «الوطن يعيش ثروة ثمينة هي الشباب، الذي يشكّلون 70 في المئة منه، وبالتالي لا بد من أن يكون للشباب التقدير والاحترام، وإتاحة المجال لهم لطرح تطلعاتهم وطموحاتهم وقضاياهم، والتعامل معها بالشكل الأمثل، وأن يكون هناك تفاعل بين جميع جهات المجتمع، من خلال شراكة استراتيجية في ما بينها، تهدف إلى تنمية الشباب واحتوائهم وإبراز المبدعين منهم، إضافة إلى الارتقاء بمستوى الوعي لديهم، وتحصين هويتهم الإسلامية». وذكرت أن منتدى الغد يعمل لمشاركة الشباب ودعمهم، بحيث تكون مظلة لهم في جميع مناطق المملكة، لافتةً إلى أن المنتدى عقد أكثر من 25 ورشة عمل، وأربعة حوارات مع عدد من الوزراء، و10 جلسات كان نتاجها 43 متحدث ومتحدثة من النماذج الشبابية الواعية. وكان ملتقى الحوار الوطني للشباب، عقد خمس ورش عمل، ثلاث منها للذكور، واثنتان للإناث، شارك فيها طلاب وطالبات ومتطوّعون ومتطوّعات، وتناولت جوانب وقضايا تمسّ فئة الشباب والمجتمع عموماً. وشهدت الجلسة الرئيسية تقديم دويتو خطابي يجمع اثنين من القائمين على برنامج بيادر للعمل التطوعي، هما همام الجريد، ومي المطيري، تناولا من خلاله دور برنامج قافلة الحوار في تعزيز الحوار لدى الشباب من خلال تقديم فعاليته في محافظات وقرى المملكة، واستهدافه لطلاب وطالبات التعليم العام والعالي، كاشفين بأن عدد المستفيدين من البرنامج في مرحلته الأولى وصل إلى 3341 من الشباب.