يردد لسان حال أكثر من 16 ألف نسمة في قرية عمق والهجر التابعة لها (جنوب غرب مكةالمكرمة) بيت الشعر العربي القديم «كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ، والماء فوق ظهورها محمول». يرون تمديدات الكهرباء تمر من بين بيوتهم منذ عامين، وتنير القرى المجاورة، فيما يعيشون في الظلام ليلاً، والقيظ نهاراً، على رغم مطالبتهم بالحصول على التيار وإنهاء معاناتهم، إلا «أنهم لم يجدوا التجاوب». يقول عواض العتيبي من أهالي القرية ل«الحياة»: «نتألم كثيراً كلما رأينا أعمدة الكهرباء المنتصبة في أراضينا، لتنير لأهالي القرى المجاورة كقريتي الخضراء والمحمدية، فيما نحن محرومون من التيار». وأضاف: «نسكن في هذه القرية منذ 60 عاماً، وشهدنا تطورها في كل شيء إلا وصول الكهرباء، كنا نعتمد في السكن على بيوت الشعر، ومن ثم انتقلنا للسكن في العشش والصنادق وغرف الطوب والحجر، إلى أن شيدنا منازل مسلحة تتكون من طابقين وثلاثة، وبعضها فللاً، غير أنها تحولت إلى منازل للأشباح في ظل غياب التيار». ويرى العتيبي أنهم أحيوا أرض القرية، وباتوا يمتلكونها بوثائق متوارثة أباً عن جد، ومع ذلك لم يشفع ذلك لهم في إيصال خدمة التيار الكهربائي إلى منازلهم، مشيراً إلى أنهم لم يستفيدوا من الأمر السامي القاضي بإيصال الكهرباء للمنازل التي لاتوجد عليها صكوك شرعية. وأيده كل من صبحي الدعدي وأحمد شديد وفيصل الدعدي وحماد الدعدي موضحين أن قرية عمق كبيرة وآهلة بالسكان، وتتبع إدارياً إلى مركز بحرة على طريق مكة - جدة القديم، وعلى رغم أن «مساحتها وتعداد سكانها يفوقان كثيراً مركزي بحرة وحدا، إلا أنها تعاني من غياب العديد من الخدمات الأساسية، أبرزها التيار الكهربائي. ومدارس بنين وبنات ومركز صحي وآخر للشرطة». وقال مصلح الدعدي: «تكبدنا خسائر كبيرة في تشييد منازلنا، وتحملنا في سبيل ذلك كثيراً من الديون، إذ اشترينا سيارات بالأقساط وبعناها لنبني بيوتنا التي تفتقد للتيار الكهربائي»، مستغرباً عدم تمتعهم به، على رغم أن تمديدات الكهرباء تمر بين منازلهم إلى القرى المجاورة!. وأوضح الدعدي أن حال أهالي قرية عمق مع التيار يذكره ببيت الشعر: «كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ، والماء فوق ظهورها محمول»، متمنياً أن تلتفت الجهات المختصة إلى معاناتهم، وترفدهم بالكهرباء، لاسيما وأن بيوتهم كلفتهم مبالغ باهظة. وشكا كل من حماد حامد وسائر الجعيد وستير الجعيد وثواب الدعدي من المتعهد الذي يؤمن التيار الكهربائي لمنازلهم بواسطة مولد خاص، موضحين أنه يتقاضى منهم رسوماً باهظة تزيد على ألفي ريال، فيما غالبية السكان من محدودي الدخل، لا تتجاوز مرتباتهم الشهرية 1500 ريال، وبعضهم يعيش على مساعدة الضمان الاجتماعي (1700) ريال، فضلاً عن أن الخدمة التي يقدمها لهم «المتعهد» ضعيفة ومتعثرة وكثيرة الأعطال. وناشدوا الجهات المختصة إلى إنهاء معاناتهم بتزويدهم بالتيار الكهربائي من الأعمدة التي تخترق أراضيهم، إضافة الى إنشاء مدارس للبنين والبنات ومركز صحي وآخر للشرطة لضبط الوضع الأمني في القرية.