«صدام وأنا ومتلازمة ستوكهولم» كتاب يجمع بين السيرة الذاتية والتوثيق والسرد صدر عن دار الثقافة الجديدة للكاتب العراقي - النيوزيلندي علي شاكر. في الجزء الأول منه يلقي الضوء على حياته السابقة في العراق، بدءاً من طفولته التي شهدت صعود نجم صدام حسين وبسط هيمنته على المشهد السياسي والمجتمعي وحتى بلوغه سدة الرئاسة التي بقي فيها قرابة عقود ثلاثة وما رافق ذلك من أحداث كثيرة. أما الجزء الثاني فهو مخصص لرصد مظاهر التحوّل في مشاعر الناس تجاه شخص الرئيس السابق وأسبابها والعوامل المؤثرة عليها ضمن إطار تفاعلي يتجاوز حدود العراق ليشمل محيطه الاقليمي والتغيّرات التي طرأت عليه بعد هبوب عواصف «الربيع العربي». على رغم طبيعة النص غير الروائية، إلا أن السرد يشكل العمود الفقري فيه منذ البداية حتى النهاية، فالكتاب يحفل بالحكايا والقصص التي عاشها المؤلف أو كان شاهدا عليها أو سمعها. لكن الطرح هنا مختلف عمّا وسم عشرات من الإصدارات المنشورة عن عهد صدام حسين باقلام المقربين منه أو مناوئيه والتي أوغلت في الهجوم عليه أو مديحه تبعا لموقع اوموقف الراوي فيها من الرئيس السابق... قصص هذا الكتاب أشبه بالاعترافات على لسان صبي عايش الأحداث وسمع همس الاشاعات ورصد مظاهر التحول في حياة مواطنيه من موقعه كابن للطبقة المتوسطة المثقفة في العراق والتي شرع ملايين من أفرادها بالهجرة إلى مدن الاغتراب المختلفة منذ تسعينيات القرن المنصرم. وكتب الروائي المصري سعدالله ابراهيم على غلاف الكتاب: «شهادة شخصية شاملة عن الحياة في العراق في عهد صدام حسين، وتحليل عميق للتعاطف غير المُبرّر معه بعد إعدامه يلقي الضوء على حالات أخرى مماثلة مثل حنين البعض في مصر لعهد حسني مبارك أو للفترة الناصرية... جرس إنذار جديد لعواقب الاستبداد مهما تذرّع بوشاح الوطنية». وعلي شاكر مهندس معماري وفنان تشكيلي عراقي/ نيوزلندي، صدرت له اعمال عدة منها «مسلم على الجسر» ورواية «كافيه فيروز» إضافة إلى عشرات المقالات.