يُعرِّف علم النفس الولدَ الذكي أو المتفوّق، بالولد الذي يتميز بدرجة عالية من الذكاء، تبدو واضحة من خلال المفردات الغنية التي يستخدمها، واهتمامه بمواضيع تختلف عن اهتمامات من هم في عمره، كالأمور الوجدانية، ومنها الحياة والموت، وهو غالباً طفل لا يخجل من طرح أفكاره، وإنما يقدّم بكثير من الراحة ما يفكر به، وهو ما يلفت انتباه مدرّسيه وأهله على حد سواء. وتقول الاختصاصية النفسية سهير هاشم، إن «التفوق ميزة بحد ذاتها»، وغالباً ما يعتبرها الأهل غنى وهدية للعائلة ككل، ما يجعل الطفل محط اهتمام العائلة والمدرسة. وتشير إلى أهمية الانتباه الى طريقة التعامل مع الطفل المتفوّق، لأن تفوّقه لا يعفيه من المشاكل في المدرسة أو البيت، «ولذلك يتوجب على الأهل لعب دور كبير في تفهُّم شخصية طفلهم من دون أن يؤثروا سلباً عليه». وتضيف: «أهل الطفل المتفوق، غالباً ما ينسون أنه في النهاية طفل، وبحاجة للضحك واللعب، وهو شخص قائم بحد ذاته، وليس فقط صاحب درجات عالية ومتقدمة في المدرسة». وتوضح هاشم: «كثيراً ما يعيش الأهل ما يشبه حال اندماج مع أطفالهم، باعتبار أن الطفل امتداد لهم، وفي لاوعيهم لا يريدون قطع حبل السرّة مع أولادهم، فيسقطون ضغوط حياتهم على أولادهم، من أجل التفوق والتميز وإنجاز ما لم يتمكنوا من تحقيقه بأنفسهم. وتبقى المؤشرات العلمية المتمثلة بالعلامات العالية، الحلمَ المثالي بالنسبة الى الأهل». br / وتحذِّر الاختصاصية النفسية من الغيرة التي قد يحاط بها الطفل المتفوق في البيت وفي المدرسة، وهو ما قد يدفع الأطفال الآخرين إلى نبذه، فينعكس ذلك سلباً على حياته الاجتماعية والعائلية، ما ينتج تراجعاً، أو حتى نفوراً من واقعه. وتخْلُص هاشم إلى ضرورة أن يعتدل الأهل في الحكم على أطفالهم، من خلال التشجيع والثقة بقدراتهم والعمل على دعمهم، بصرف النظر عن تفوّقهم أو عدمه، وأن يسعوا دائماً لمعرفة السبب في تراجع طفل ما، أو حتى تأخره بالدراسة، مشيرة إلى أن كثيراً من الأطفال لا يُنتِجون بسبب نقص في القدرة، وليس دائماً بسبب الكسل. وتؤكد أن عبارات الأهل لها قدرة سحرية، ويمتد تأثيرها لسنوات طويلة، ومن هنا ضرورة اختيار العبارات التحفيزية، والابتعاد عن الضغط أو مقارنة الأطفال في ما بينهم.