يقول الكاتب الصحافي محمد صادق دياب، الذي أشرف على ملحق الأربعاء في صحيفة «المدينة»: مما لا شك فيه أن الأدب في السعودية يدين للصحافة الأدبية دورها في إيصال الصوت الجديد، وأنها المنبر الذي احتوى الأطياف الأدبية ومنها الحداثة وقد تكون تلك الصحافة مقصرة في إيصال الرواد والكتاب الجدد إلى الخارج، بسبب الاكتفاء بحدود الوطن». وأضاف أن الملاحق الأدبية حملت ولا شك صوت الحداثة خلال الثمانينات وشهدت الصراع، الذي حدث مع المدارس الأخرى، وكانت الصحافة هي الوعاء الذي حمل كل ذلك. ومن خلال تجربتي بالإشراف على ملحق الأربعاء في صحيفة «المدينة» كان الملحق يحتوي كل التيارات والأطياف الأدبية، ولم نكن ضد أي توجه أو تيار». وأشار إلى أن ما قاله الجاسر «لا ينطبق على الكل وكانت هناك أسماء تضخمت ولا شك ولم تكن تتكئ على تجربة ناضجة وواعية، لكن في المقابل هناك أسماء قدمت تجربتها الحقيقية واستطاعت الوصول إلى خارج حدود الوطن وبشهادة النقاد العرب، فمحمد الثبيتي وأشجان هندي ورجاء عالم وغيرهم أثبتوا جدارة الحداثة وقدرتها في التجديد ومواكبة الحركة الأدبية من حولنا، كما أن هناك أسماء أيضاً لم تستطع مواصلة التألق لأسباب تخصهم». ويؤكد دياب أن الصحافة الأدبية «كانت في حاجة إلى حشد أكبر قدر ممكن من التجارب الجديدة، وتقديمها إلى الساحة وهي لم تخل من مبدعين وأنصاف مبدعين ولا مبدعين أيضاً؛ فالزمن كان ملتهباً وكانت الصحافة الثقافية تنافس الصحافة الرياضية وكانت تسعى الحداثة إلى إثبات وجود ومقاومة التيارات الأخرى، وأعتقد أن ما تشهده الثقافة الأدبية اليوم يؤكد نجاح الحداثة وقدرتها في إثبات وجودها».