نفذت القوى الامنية اللبنانية من جيش وقوى امن داخلي انتشاراً في احياء مدينة صيدا الرئيسية والفرعية ومحيطها، بعد ظهر امس، ضمن خطة امنية واسعة تترافق مع اجراءات مشددة منها اقامة حواجز ثابتة ومتنقلة وتسيير دوريات وشن حملة مداهمات لعدد من المطلوبين بعد الاحداث الامنية الاخيرة والتي أدت الى سقوط عدد من الجرحى واحراق بعض المنازل. واكد قائد الدرك العميد انطوان شكور بعد اجتماع امني ان «أمن صيدا خط احمر ويجب القبض على المطلوبين وتقديمهم الى العدالة». وكان «اللقاء التشاوري الصيداوي» اجتمع امس، على غداة الحوادث الامنية التي شهدتها المدينة وبعضها على خلفية الانتخابات النيابية ونتائجها التي افضت الى خسارة رئيس «التنظيم الشعبي الناصري» النائب اسامة سعد مقعده النيابي. وشدد في بيان له «على ضرورة اعتماد خطة أمنية متكاملة من قبل الجهات المختصة بما يعزز الأمن والاستقرار فيها ويمنع أي محاولة لتعكير صفو الحياة الطبيعية فيها وانتظامها». كما شدد المجتمعون «على دور الأجهزة الأمنية والعسكرية والقضائية في هذا الاطار وعلى أهمية انعقاد مجلس الأمن الفرعي في الجنوب في شكل دوري ليطمئن الناس ويزيل كل الشوائب». وكان آخر الحوادث التي شهدتها صيدا حادث اطلاق النار قبيل منتصف ليل اول من امس، تعرضت له سيارة إبنة النائب اسامة سعد قرب مستديرة القدس. وذكر تقرير صادر عن قوى الامن الداخلي ان في الساعة 22,50 من تاريخ 11 حزيران (يونيو) وفي مدينة صيدا بالقرب من مطعم «الامير احمد»، تعرض مجهولون يستقلون سيارة نوع جيب «إنفوي» لسيارة تابعة لابنة النائب اسامة سعد وبرفقتها مرافقها عندها اقدم الاخير على اطلاق النار في إتجاه سيارة «إنفوي» التي فرت الى جهة مجهولة. وأفادت مصادر امنية «الحياة» ان النائب سعد سلم سائق السيارة الى الجيش الذي يحقق في الموضوع بقيادة مسؤول الجنوب العقيد علي شحرور، كما جرى توقيف المعتدي على السيارة. كما شهدت المدينة بحسب تقرير قوى الامن الداخلي حادثاً آخر بعد نحو عشر دقائق وتحديداً في شارع دلاعة حيث اقدم المدعوان عبد خير ومحمود قبرصلي من «التنظيم الشعبي الناصري» على إطلاق النار باتجاه أكرم زياد حنقير وبلال سعيد حنقير من مناصري تيار «المستقبل» وأصيب الاول في يده والثاني في رجله ونقلا الى مستشفى حمود وفر مطلق النار الى جهة مجهولة، كما اقدم المدعو محمد العسيلي من «التنظيم الشعبي الناصري» ويستقل سيارة «هوندا» لون اسود على اطلاق النار من سلاح حربي باتجاه منازل آل حنقير في محلة رجال الاربعين وفر الى جهة مجهولة، ولم يبلغ عن اصابات، وشهدت محلة رجال الاربعين توتراً بين الطرفين، كما شوهد ظهور مسلح في محلة الراهبات قرب منزل النائب سعد وشارع رياض الصلح قرب مكتب التنظيم وطلعة المية ومية ملعب الاميركان. وقالت الوزيرة بهية الحريري باسم اللقاء: «إن الانتخابات انتهت، وحان الوقت الآن للعمل على احتواء أي ثغرات ان وجدت، هناك تأكيد أساسي أن هذه المدينة هي عاصمة الجنوب وحاضنة ودورها سيبقى الدور الحاضن، لتبقى مدينة التسامح والعيش المشترك ومدينة السلم الأهلي». وعبرت عن «استنكارها ورفضها لكل ما يسيء الى أمن مدينة صيدا واستقرارها». وقالت: «من غير المسموح لأحد أن يجر المدينة الى أي توتر أو التسبب بمناخ أمني غير مستقر. واننا نؤكد رفع الغطاء عن كل مخل بالأمن، والاصرار على ضرورة أن تتسلم الدولة اللبنانية من خلال مجلس الأمن الفرعي في الجنوب ممثلاً بالجيش وقوى الأمن الداخلي وكل الأجهزة الأمنية والقضائية زمام الأمن كاملاً في صيدا والضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه التلاعب باستقرارها». وكان المكتب الإعلامي للنائب سعد اصدر بياناً اتهم فيه «الشلل المسلحة التابعة لتيار المستقبل بإقامة كمين مسلح، لإحدى سياراته بداخلها ابنته منار وأحد مرافقيه، ونجوا بأعجوبة، فيما قامت شلة أخرى بإطلاق النار الكثيف على منازل مناصري سعد في منطقة ظهر المير في صيدا القديمة». وطالب سعد «جميع مناصريه بضرورة التحلي بضبط النفس وتفويت الفرصة على العابثين بأمن المدينة»، مؤكداً «أن أمن المدينة خط أحمر ولا نسمح بتجاوزه». وطالب القوى الامنية «بحسم أمرها في التصرف مع هذه العصابات». وزار سعد امس، بحسب بيان صادر عن مكتبه «منازل العائلات في القياعة التي تعرضت للاعتداء ومنها عائلتا: الصوص والجردلي، واطمأن إلى أوضاعها. وطالب القوى الأمنية «بملاحقة المعتدين والكف عن موقف التطنيش (التغاضي)».