يعكف الفنان محمود عزب، المعروف ب «عزب شو»، على التحضير لبرنامج سياسي كوميدي بعنوان «18 يوماً»، هي عدد أيام اندلاع ثورة «25 يناير»، حتى تنحي الرئيس السابق حسني مبارك. وسيقلد عزب مجموعة من الشخصيات التي برزت خلال تلك الفترة، سواء بسبب توليها مناصب مهمة، أو بسبب ظهورها المتكرر في برامج الحوار، ومنها رئيس الوزراء السابق أحمد شفيق واللواء عمر سليمان ومحمد البرادعي وعماد الدين أديب وإبراهيم عيسى ومصطفى بكري وعلاء الأسواني وبلال فضل ويسري فودة ووائل غنيم. وكشف عزب ل «الحياة» أن المسؤولين في التلفزيون المصري طلبوا منه تقديم عمل يتناول مساجين سجن طرة من الوزراء وكبار المسؤولين بعنوان «بورتو طرة»، لكنه رفض الفكرة قائلاً: «حين أقدم شخصية لها نفوذ، أقدمها أثناء وجودها على الساحة وليس وهي حبيسة زنازين السجون». وعما أشيع عن الإفراج على برنامجه «حكومة شو» الذي كان النظام السابق منعه في رمضان الماضي، على رغم أن رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون المسجون حالياً أسامة الشيخ كان وراء إنتاجه لمصلحة قنوات النيل المختصة، يقول عزب: «في أول لقاء لي مع رئيس الاتحاد أخذت وعداً بعرضه مطلع الشهر الحالي، ثم قدموا حججاً واهية بضرورة بيعه إلى بعض الفضائيات، لكنني للأسف الشديد أعلم تماماً أن الجهات التسويقية المنوطة بها هذه المهمة لا تعمل في التلفزيون، وفي مكالمة أخرى مع رئيس الاتحاد قال لي إنه بصدد إنتاج بعض البرامج لتقديمها كمجموعة إلى «صوت القاهرة» لتسويقها لوكالات الإعلان. وعلى رغم الإعلان عن البرنامج، لا يوجد موعد محدد لعرضه، ما يشعرني بتعمد تجميده على رغم سجن غالبية وزراء حكومة أحمد نظيف ورئيسهم. وأفسر هذا الموقف بوجود بعض الناس المخلصين لمستعبدين حتى وإن رحلوا». ويشير عزب إلى أن برنامجه لا يقدم في شكل كاريكاتوري يعتمد على السخرية من الشخصية أو شكلها. ويؤكد أنه لم يتوقع قرار المنع، ويقول: «لم أشك لحظة في أن البرنامج سيمنع، خصوصاً أن إعلاناته كانت تحتل مساحة واسعة قبل الشهر الكريم لأكثر من أسبوعين، كما أنني كنت أعتقد بوجود ديموقراطية على الشاشة، قبل أن اكتشف الحقيقة». ويوضح عزب أن برنامجه الجديد يقع في 30 حلقة، مدة الواحدة منها 20 إلى 25 دقيقة، ويقول: «البطل الرئيسي في الحلقات هو الدكتور أحمد نظيف الذي كان وراء اتجاهي إلى السياسة حين قلدته قبل نحو خمس سنوات في مسرحية «يمامة بيضا» أمام علي الحجار وهدى عمار وتأليف جمال بخيت وإخراج حسام الدين صلاح. والحلقات ليست عن الشخصية، لكنها عن قضية أو موقف من الحكومة مثل سرقة الأعضاء وحادثي الدويقة والعبّارة ونقل تمثال رمسيس والإهمال في المستشفيات وأزمة التعليم وحريق مجلس الشورى والاحتكار والضرائب وأنفلونزا الطيور. وتبدأ الحلقة بمكتب الدكتور نظيف ثم أنتقل الى الوزير المعني بالقضية، قبل أن أقدم رأي بعض الوزراء لأصل الى رأي الشارع ومجلس الشعب وأطرح القضية في أحد برامج الحوار المعروفة». ولا يخفي عزب أن أداء عدد من الوزراء السابقين كان يستفزه، ما دفعه إلى تقليدهم في صورة جيدة، وخصّ منهم وزير المال يوسف بطرس غالي ووزير الثقافة فاروق حسني وأمين التنظيم السابق في الحزب الوطني الحاكم أحمد عز إلى جانب شخصية رئيس الوزراء أحمد نظيف. ويجزم بعد نجاح الثورة التي شارك فيها منذ يومها الأول بأنه لم يتمنَّ أن يعرض البرنامج والوزراء في مراكزهم، «إذ يحسب لهم في هذه الحال سبق أنهم يحترمون مبادئ الديموقراطية، وكنت سأحسب على النظام».