ارتبط اسم محمود عزب بفن التقليد منذ بداياته على شاشة التلفزيون المصري من خلال حفلات أضواء المدينة وليالي التلفزيون. وعلى رغم اختفائه لسنوات عن الشاشة الصغيرة، انشغل خلالها بالعمل في المسرح، عاد مرة أخرى إلى عشقه الأول: التقليد من خلال برنامج «كوميك شو» على شاشة «نايل كوميدي». في هذا البرنامج يقلد عزب أبرز مشاهير مصر والعالم العربي، ومنهم عمرو خالد وعلاء صادق وتامر حسني وعبدالله بالخير وفيصل القاسم. ويعزو عزب ابتعاده من التلفزيون في الفترة الماضية الى انشغاله بالتحضير للبرنامج «كونه يحتاج إلى درس جيد لإيماءات الشخصيات وحركاتها». وعن أبرز المعايير التي يختار على أساسها هذه الشخصيات، يقول: «يجب أن تمتلك كل شخصية تفاصيل خاصة بها، بدءاً من طريقة التحدث وحركات الجسد إلى المظهر الخارجي، إذ يصعب تقليد شخصية تفتقد ملامح خاصة خارجيّاً وداخليّاً. حتى إن الشاعر أحمد فؤاد نجم والإعلامي وائل الابراشي أكدا لي أن تقليدي لهما يطابق الواقع إلى حد كبير. ان الإجادة في تقليد شخصية معينة تعني نجاحها هي وليس أنا». وعلى رغم إعجاب بعض المشاهير ببرامج التقليد، فإن آخرين لا يخفون استياءهم منها، ومن هؤلاء يشير عزب الى رئيس نادي الزمالك السابق مرتضى منصور والداعية ملكة زرار، ويقول عنهما: «اعتبر الدكتورة ملكة مفكرة أو مثقفة دينيّاً لا داعية إسلامية، إذ تتحدث عن أمور حياتية أكثر منها دينية، بينما قلدت في إحدى الحلقات طباع مرتضى منصور الحادة وجملاً اشتهر بها ك «ملفاتكو عندكو»، ولم يكن راضياً كثيراً عن هذا التقليد». ويشدد عزب على حرصه على عدم تقليد الشخصية بابتذال وعدم التعرض للحياة الخاصة، ويقول ان هاتين النقطتين ركن أساس من أركان البرنامج، وسرّ نجاحه، بينما «أكتفي بتقليد الألفاظ والإيماءات التي يلاحظها المشاهد عن تلك الشخصية، من هنا تنبع الكوميديا ويضحك الناس حين يقارنون بين التقليد والحقيقة». ولم يخفِ عزب خوفه من تقليد الداعية الإسلامي عمرو خالد نظراً الى شعبيته، ويقول انه اهتدى مع فريق العمل إلى إخراج الشخصية في شكل لائق لا يقلل من قيمته، خصوصاً أنه شخصيّاً من محبي عمرو خالد. ويوضح عزب أن عدد الحلقات التي كان متفقاً على تصويرها هو 30 حلقة، ولكن نجاح البرنامج دفع التلفزيون المصري - الجهة المنتجة - إلى إنتاج 30 حلقة أخرى. وينتظر عزب موافقة الرقابة على برنامج «حكومة شو» لتقليد اهل السياسة في مصر. وعن هذا البرنامج يقول: «تناولنا للشخصيات الإعلامية والفنية في شكل محترم ومهذب أدى إلى طرح فكرة تقليد الوزراء وأعضاء البرلمان، ولا نزال في انتظار موافقة الرقابة لبدء المشروع».