أكد وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية خالد الفالح، في تصريحات من دافوس، جهوزية أرامكو السعودية للطرح الأولي، لكنه قال: «علينا أن نتأكد من أن التوقيت مناسب، وهو ما سنختبره مع اقتراب الموعد». فيما رفض الرئيس التنفيذي ل«أرامكو» أمين الناصر التعليق على احتمال تأجيل الطرح إلى 2019. واكتفى بالقول «لا نعلم، الأمر يعتمد على موعد القرار في شأن السوق الثانية للطرح، لكنه أكد أن الشركة جاهزة للطرح في النصف الثاني من 2018». ونقلت وكالة «رويترز» عن ثلاثة مصادر مصرفية مطلعة أن شركة أرامكو السعودية دعت بنوكاًَ، من بينها «سيتي» و«غولدمان ساكس»، لتقديم مقترحاتها للاضطلاع بأدوار في عملية إدراج أسهمها بالبورصة وعرضها خلال اجتماعات بالمملكة في الأسابيع المقبلة. وذكرت المصادر أن مسؤولين تنفيذيين من «سيتي» و«غولدمان» و«دويتشه بنك»، الذين يسعون جميعاً للاضطلاع بدور المنسقين العالميين في بيع الأسهم، من بين الفرق المدعوة لتقديم مقترحاتها حضورياً. ومن المنتظر أن يكون الطرح العام الأولي لحصة من شركة أرامكو الأكبر في التاريخ، ويتوقع مسؤولون سعوديون أن يجمعوا من خلاله ما يصل إلى 100 بليون دولار، وتستهدف الحكومة إدراج ما يصل إلى خمسة في المئة من الشركة هذا العام، إذ إن قيمة «أرامكو» تبلغ تريليوني دولار. وأكد رئيس «أرامكو» أمين الناصر أن الشركة تجري مفاوضات مع بنوك حول إمكان ضمها لترتيب إدراج أسهمها، إلا أنه لم يتم التوصل إلى قرار، مؤكداً أن «أرامكو» جاهزة للإدراج خلال النصف الثاني من هذا العام، ولكن القرار يعود إلى الحكومة. وكشف الناصر في مقابلة مع «العربية» على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس أن الشركة تنظر للإدراج في السوق السعودية وأسواق أخرى، وأن الفريق المشكل من الحكومة للنظر في الإدراج ومكان الإدراج سيراجع كل المعلومات عن أسواق الطرح الأخرى، وإمكان إدراج أرامكو السعودية فيها. وقال: «إن رسومَ الامتياز التي تدفعها الشركة للدولة ستبقى عند 20 في المئة في الوقت الحاضر، لكنه أشار إلى أن بعض التعديلات قد تحدث عندما يتغير سعر النفط في الأسواق». ولفت إلى أن تفاصيل الضرائب التي تدفعها الشركة لن تُعلَن قبل الكشف عن نشرة الاكتتاب في الوقت المناسب. وفي شأن العلاقات مع الولاياتالمتحدة، قال الناصر: «إن شركة النفط العملاقة تتطلع إلى التوسع في الولاياتالمتحدة، حيث تجعل التخفيضات الضريبية مناخ الأعمال أكثر جاذبية بشكل متزايد». وتسيطر «أرامكو» بالفعل على مصفاة نفطية كبيرة في تكساس، وتستعد أيضاً لإطلاق ما يمكن أن يكون أكبر طرح عام أولي في العالم، وتدرس إدراج أسهمها في بورصة نيويورك بين بضع بورصات محتملة. وقال في مقابلة مع «رويترز»: «نتطلع إلى فرص جديدة للأعمال في الولاياتالمتحدة، ومع خفض الضرائب سيكون الأمر أكثر ربحية... إنه جزء من استراتيجيتنا لتنمية أنشطة أعمالنا في أميركا». وأضاف: «إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تتخذ موقفاً إيجابياً من قطاع الطاقة. ما دام ما يفعلونه يصب في مصلحة الجميع والاقتصاد الأميركي ينمو، فنحن سعداء. صناعة النفط بأكملها تستفيد من الإدارة الحالية». إلى ذلك، قال الفالح على هامش منتدى دافوس الاقتصادي: «أكدت اليوم في الحوار الذي أقيم حول السعودية في دافوس 2018 سعينا الحثيث إلى تعزيز ريادة المملكة في صناعة الطاقة ورفع تنافسية القطاع الخاص وخلق قيمة مضافة أكبر في صناعات البتروكيماويات والتعدين والطاقة المتجددة». وشهد توقيع الاتفاق بين المركز السعودي للشراكات الاستراتيجية الدولية ومنتدى الاقتصاد العالمي في دافوس، وقال إنه سيعزز جهود تحقيق رؤية السعودية 2030 بتناولها مشاركات في أنظمة مبادرات تشمل مستقبل الطاقة والإنتاج والصحة، إضافة إلى مجالات الثورة الصناعية الرابعة والأمن السبراني.