ودعت الساحة الدرامية السعودية الممثل سعد الصالح مساء أول من أمس (الأحد) في منزله في مدينة الرياض، إثر أزمة صحية دهمته بسبب معاناته مع مرض الفشل الكلوي، بعدما أن قدم مسيرة فنية طويلة أسهم من خلالها في بناء الدراما الإذاعية والمسرح والتلفزيون. وشارك الصالح في العديد من الأعمال الأكثر شهرة من خلال المسلسل الشهير «طاش، وخلك معي، وخذ وخل، ومضارب بني قرقاص»، كما ظهر في عدد كبير من الأعمال الدرامية الأخرى، وسهرات تلفزيونية ومسرحيات مثل «عنتر بن شداد على الكرسي المتحرك، ومسرحية الجوف». ويعتبر الراحل من الفنانين المميزين في تقديم الكرترات التلقائية ويحمل حساً فنيا بديهياً، ما أدى إلى حب نخبة من الجمهور للشخصيات التي يقدمها من خلال الأعمال التي شارك من خلالها. قال المنتج والممثل محمد بخش سعد الصالح زميل وصديق يحمل روحاً فنية أساسها التلقائية، وتميز بدماثة خلقه، وحديثة الممتع الذي لا يخلو من القفشات المثيرة للضحك، بدأ مبتسماً منتشياً، من الكوادر الفنية التي تميزت بشخصية مستقلة، دائماً ما يعتمد الكتاب والمنتجين على الصالح ليكون الخط الذي يعد الأكثر تأثيراً وعلامة فارقة في النص الكوميدي. من جانبه، قال المنتج والفنان النجم ناصر القصبي إن سعد الصالح نموذج للفنان الإنسان الذي عرف بروحه الجميلة انعكست على قبول شخصه لدى المتلقي والمتذوق للكوميديا التلقائية، تجده قريباً من جميع زملائه الفنانين بأسلوبه الانساني الجميل في تعاطيه مع الحوار الفني والاجتماعي، بل هو المحب الذي يقدم نصائحه للآخرين من دون تجريح، مضيفاً أنه «جمعتني به أيام حفلت بالمواقف الجميلة التي لا تخرج من ذاكرتي، وشاركنا معاً في العديد من حلقات مسلسل طاش»، مؤكداً أن الصالح من أنبل الشخصيات في الدراما السعودية، كونه لا يربط علاقته بزملائه في الإطار الفني، بل هو كثير السؤال والتواصل في كل المناسبات. ويؤكد الممثل خالد منقاح أن سعد الصالح علامة فارقة في المسرح والإذاعة والدراما التلفزيونية السعودية، ويمتلك آفاقاً مميزة في شخصيته من الجانب الثقافي والأدبي والفني. ويشير منقاح إلى أن الوسط الفني فقد ممثلاً لا يغفله التاريخ، عطفاً على ما قدمه خلال مسيرة حياته من عطاء ووفاء وحب نابع من جانبه الإنساني، واصفاً الراحل بالمعلم الغيور والموجه التربوي والاجتماعي بسجيته. وأعرب الكاتب والمنتج الفنان محسن الشهري عن حزنه الشديد لفقدان الساحة الفنية السعودية، بقوله الراحل فنان إنسان بحجم سعد الصالح، الذي جمعني به العديد من الأعمال ومن أهمها «طاش»، والعمل الذي كان من كتابتي «خذ وخل»، ويحمل سجلاً مشرفاً من الأعمال الدرامية التي تعد من الأعمال المميزة وتم عرضها عبر شاشة قناة «MBC».