لندن - «الحياة»، رويترز - أعلنت منظمة «أوبك» أمس ان الطلب على النفط لا يزال ينكمش مع تراجع الاقتصاد العالمي، لكنها رجّحت انحسار أسوأ تداعيات التراجع الاقتصادي في أسواق النفط وعودة المخزونات إلى مستوياتها الطبيعية بحلول نهاية السنة. وخفضت «أوبك» مرة أخرى توقعاتها لاستهلاك النفط العالمي هذه السنة، فتوقعت ان ينكمش الاستهلاك بواقع 1.62 مليون برميل يومياً إلى 83.8 مليون برميل يومياً. ولفتت إلى ان إنتاجها ازداد قليلاً في أيار (مايو) الماضي. وأكدت في تقريرها الشهري عن سوق النفط ان «الأسوأ يبدو أنه انقضى». وأضافت: «يبدو ان المخزونات بلغت ذروتها». ولفتت إلى ان إنتاجها باستبعاد إنتاج العراق ارتفع إلى 25.90 مليون برميل يومياً في أيار، مقارنة ب25.78 مليون برميل يومياً في نيسان (أبريل). وشهدت أسعار النفط سنة من التقلبات الحادة فبلغت ذروتها فوق مستوى 147 دولاراً للبرميل في تموز (يوليو) 2008، ثم تهاوت إلى نحو 32 دولاراً في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، قبل ان ترتفع إلى ضعفيها منذ ذلك الحين. وجرى تداول برميل الخام الأميركي الخفيف بسعر 71.50 دولار أمس، وخسر برميل مزيج «برنت» 44 سنتاً ليسجل 71.35 دولار. وأعلنت «أوبك» ان متوسط أسعار سلتها القياسية ارتفع إلى 70.87 دولار للبرميل أول من أمس من 70.19 دولار قبل يوم. وأقرت المنظمة العام الماضي خفضاً لإنتاجها بمقدار 4.2 مليون برميل يومياً، أي ما يعادل خمسة في المئة من الطلب العالمي اليومي، عن مستويات إنتاجها في ايلول (سبتمبر) في محاولة لدعم الأسعار. وشددت «أوبك» في تقريرها على ان جهودها للحد من فوائض الامدادات ساعدت في تغيير اتجاه الأسعار وستخفض المخزونات العالمية. وعلى رغم تخفيض توقعاتها للطلب العالمي هذه السنة، توقعت استهلاكاً اكبر من تقديرات وكالة الطاقة الدولية التي تقدم النصح ل28 دولة صناعية وتتوقع بحسب أحدث تقاريرها أول من أمس استهلاكاً هذه السنة بمعدل 83.3 مليون برميل يومياً، بانخفاض 2.47 مليون برميل عام 2008. وتراجع الطلب بسرعة في الدول المتقدمة الاعضاء في «منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية»، لكن ثمة دلائل متزايدة على انحسار التراجع الاقتصادي، وفقاً لتقرير «أوبك»، الذي لفت إلى ان إنتاج المنظمة ارتفع في أيار بنسبة 0.12 في المئة إلى 25.90 مليون برميل يومياً. ويعني هذا الارتفاع ان المنظمة ابتعدت بدرجة اكبر عن مستوياتها المستهدفة إذ التزمت في ايار بنسبة 75 في المئة من التخفيضات التي تعهدت بها، مقارنة ب78 في المئة في نيسان، وفقاً لحسابات وكالة «رويترز». وأبقت المنظمة المسؤولة عن أكثر من ثلث إنتاج النفط العالمي على مستويات إنتاجها المستهدفة من دون تغيير في اجتماعها في فيينا في 28 أيار. وتوقعت في تقريرها انخفاض الطلب على خامها هذه السنة بمقدار 2.19 مليون برميل يومياً عنه عام 2008 إلى 28.60 مليون برميل يومياً. ولفت أمس تخوف وزير الخزانة البريطاني أليستر دارلنغ من ان تضر أسعار النفط بعد ارتفاعها في الأسابيع الأخيرة في جهود حكومته لحفز انتعاش اقتصادي. ولفت في مقابلة أجرتها معه صحيفة «فاينانشال تايمز» اللندنية إلى ان سبباً آخر للقلق على جهود الإنعاش الاقتصادي في بريطانيا يتمثّل في فشل دول أوروبية أخرى في ترتيب أوضاع مصارفها.