شكلت قرية المنطقة الوسطى التراثية في مهرجان «هلا سعودي»، الذي يُقام هذه الأيام في كورنيش الخبر، مفهوماً آخر للأصالة والعراقة، وذلك لما تحتويه من أركان وأقسام تاريخية، وأسهمت في جذب زائري المهرجان بتصميمها الفريد المستمد من البيئة النجدية، فمدخل القرية والتصميم والشكل الجمالي يوحي للزائر بأنه وسط منطقة الرياض، إذ صممت على شكل بيوت طينية مزخرفة، وبُنيت بطريقة هندسية مميّزة مستوحاه من تراث المنطقة الوسطى. وتشهد القرية الوسطى وجود أعداد كبيرة من الزوار الذين توافدوا على مقر المهرجان من جميع مناطق المملكة منذ انطلاقته، لتناول القهوة العربية والوجبات الشعبية القديمة في المقهى الشعبي، الذي صمم بشكل إطاري يحاكي العصر التراثي وفق المقومات التي كانت في السابق، ما يعطي دلالة على المحافظة على الأصالة والتراث والتذكير بحياتنا في الماضي، وتنوعت القرية الوسطى في أركانها من معروضات مقدمة لزائري المهرجان من بيت الشعر وطريقة حياكته، وكذلك بعض الأكلات التي تشتهر بها منطقة الرياض. وأوضحت أم محمد، وهي إحدى المشاركات، أنها تقدم المورث الشعبي للمنطقة الوسطى لزائري المهرجان، إذ يتم التعريف بما تحتويه من تراث نجدي وكذلك بعض الأكلات الشعبية، إضافة إلى المشغولات اليدوية الحرفية القديمة التي تشتهر بها المنطقة. وعبّر عدد من زائري المهرجان عن سعادتهم بما شاهدوه من فعاليات متنوعة للعائلات أو الشباب، وقال عايد العنزي، إن ما تقدمه اللجنة المنظمة من جهود في التنظيم وكذلك من فعاليات متعددة دليل على تميز المهرجان، مضيفاً أن المهرجان لا يقتصر على فئة معينة أو سنٍ محدد، إذ هناك مسرح الطفل وأركان شعبية تمثل خمس مناطق بالمملكة إضافة إلى الأسر المنتجة. بدوره، ذكر سلطان العسيري أن مسرح «هلا سعودي» له دور في الإقبال المتزايد على المهرجان، وكذلك البرامج والمسابقات التي تحاكي الفنون التراثية والثقافية، مشيداً بما تقدمه الفقرات المميزة والأجنحة المشاركة، وخصوصاً أركان المناطق الخمس المشاركة، وكذلك أركان الأسر المنتجة، من خلال تقديم منتجاتهم الغذائية المتنوعة، التي تمثل طابعاً متعدداً لعدد من مناطق المملكة، والأشغال اليدوية الحرفية القديمة التي لم يعد لها ذكر عادت في هذا المهرجان، وهذا يضمن حفظ تراث الآباء والأجداد.