ودع «مهرجان سفاري بقيق» في نسخته الثانية أول من أمس (الجمعة)، 120 ألف زائر وزائرة بعد 9 أيام من الفعاليات والبرامج التي امتزجت فيها روح الصحراء وتراثها والأصالة العربية، وأقيمت في موقع استراتيجي على طريق بقيق - صلاصل - الرياض. وجسد «سفاري بقيق» حياة البادية ما قبل النفط وبدايات ظهوره، ل120 ألف زائر وزائرة خلال فترة المهرجان، وكانت الخيام والبيوت المصنوعة من الشعر، التي بلغ عددها 120 خيمة، بمثابة مضارب البادية الحقيقية من خيمة الضيافة التي تمثل خيمة شيخ القبيلة، وخيام الأسر المنتجة التي مثلت الأسواق القديمة وما تحويه من منتجات شعبية، وميدان الفروسية لتدريب الفرسان بعدد بلغ أكثر من 25 حصاناً، وإضافة 30 رأساً من الإبل للاستعراض التي تمثل وسائل النقل القديمة، وخيمة «أرامكو» وما حوته من صور ومكونات لبداية ظهور النفط، إضافة إلى السيارات القديمة وبداية العصر الحديث. وشارك في المهرجان 600 متطوع وكشاف، فيما جاوز عدد الأسر المنتجة والحرفيين 80 مشاركاً، إضافة إلى 20 طياراً زينوا سماء المهرجان بألوان أشرعتهم البديعة، فيما تم تخصيص 30 من الإبل والخيل لرحلات السفاري. من جانبه، قال المدير العام للسياحة والتراث الوطني أمين مجلس التنمية السياحية في المنطقة عبداللطيف البنيان، إن المهرجان في نسخته الثانية، كان علامة فارقة بين المهرجانات لعوامل متعددة، مبيناً أن هويته وتوقيته وموقعه وتكاتف الجهات الحكومية المشاركة وفريق العمل المتميز، كانت عوامل نجاح للمهرجان بامتياز. إلى ذلك، تتوالى فعاليات «ويا التمر أحلى 2018»، وسط تفاعل وإقبال النساء والأطفال من خلال المسابقات والألعاب والعروض الترفيهية للصغار والكبار، والمقام حالياً في مركز المعارض في الهفوف. وشهدت الفعاليات ورشة عمل قدمها معرض «عبير الأحساء للفنون التشكيلية»، واستعرضت من خلالها الفنانة العمانية شيماء أحمد المغيري كيف تتحول حبات الرمل الساكنة إلى لوحات فنية تعالج قضايا إنسانية واجتماعية عبر رسومات مستوحاة من تاريخ تراث الأحساء، لافتة انتباه زوار المهرجان إلى موهبتها في القدرة على رسم وتنفيذ الأعمال الفنية بالرسم بالرمال وتعد أول فنانة عربية وخليجية تمتلك القدرة على الرسم بالرمل. وأوضحت المغيري أنها اتخذت نوعاً خاصاً من الفن التشكيلي اختلفت عمن سبقها في ميدان الرسم، فاتخذت من حبات الرمل كل زادها في رسم لوحات بديعة يثريها الخيال والثقافة طامحة إلى أن تبتكر طريقة خاصة تضمن الحفاظ على رسومها، مرجعة سبب اختيار الرمل إلى أنه «جزء لا يتجزأ من التراث العربي». وواصلت الفرقة المسرحية تقديم عروضها اليومية وناقشت بعض قضايا المجتمع، إذ قدمت مسرحية محاكمة «أبناء لوالدهم»، والتي تدور حول رجل مسن قام بتقليد أبنائه في اللبس والحركات الشبابية للمراهقين ما جعل الأبناء يتقدمون بشكوى عليه وطلب محاكمته بسبب تصرفاته التي وصفوها ب«المراهقة المتأخرة»، فما كان من الوالد إلا أن اعترف بأن ما يقوم به هو بسبب تصرفات أبنائه وإحراجهم له أمام المجتمع بلباسهم غير اللائق، مؤكداً أنه أراد أن يرد لهم هذا الدين ويحرجهم أمام المجتمع بأن والدهم مراهق. ومن جهة أخرى، شارك المعهد الصناعي الثانوي الثالث والمعهد الصناعي بسجن الأحساء في أعمال الصيانة للمهرجان، كما شارك المعهد في جناح الحرفين بتسويق منتجات المعهدين الحرفية من خلال برنامج التدريب الإنتاجي، ويشارك المعهد الصناعي الثانوي الثالث بالأحساء بفريق صيانة تطوعي من متدربي المعهد الصناعي الثالث. وفي النعيرية، اختتم مهرجان الربيع ال17 فعالياته أول من أمس، بعدما حصد إعجاب الزائرين والمتنزهين من جميع أنحاء المملكة ودول الخليج، وأنهت المعارض المصاحبة فعالياتها، وسط حضور كثيف من رواد المهرجان للتعرف أكثر على الخدمات المقدمة من البلدية والإدارات المشاركة في المهرجان، فضلاً عن انتهاء القرية الشعبية من أعمالها الحرفية التي لفتت أنظار الحضور إلى التمسك بالتراث العربي والحرف اليدوية القديمة.