طغت الحماسة لدى بعض الفتيات المصريات على طبيعتهنّ الجسدية والعادات والتقاليد التي فرضها الواقع، ودفعتهن رغبة نسائية إلى خوض التحدي والصعود على منصة رفع الأثقال التي كانت حكراً على الرجال. التقت «الحياة» ثلاث بطلات مصريات في رياضة رفع الأثقال حققن مراكز متقدمة في المسابقات التي شاركن فيها باسم المنتخب المصري، وأشادت بهن الاتحادات العربية والإفريقية والدولية لرفع الأثقال. أقنعت شيماء أحمد خلف (26 سنة)، البطلة المصرية على المستويين الإفريقي والدولي، أسرتها بالعكس، وشرعت في المتابعة الدؤوبة لهذه اللعبة برعاية مدرّب زرع فيها الثقة بالنفس. تقول شيماء: «رفضت أسرتي فكرة ممارسة اللعبة لأنها غير متناسبة مع طبيعتي والواقع المحيط في منطقة سكني في شبرا. ومع الإصرار دعمني والدي وحصلت على الموافقة المبدئية». تضيف: «كانت الحماسة تدفعني لخوض التحديات التي تمنح التميز من خلال إثبات الذات، على رغم ما عانيته في بداية مسيرتي الرياضية من نظرة الجيران والأصدقاء بوصفي فتاة مسترجلة بعدما نمت في ذراعيّ العضلات التي كنت أتحايل لإخفائها بارتداء الملابس الواسعة. وعندما حصلت على الميدالية الأولى حصلت أيضاً على الاحترام والتقدير من الجميع». الأنثى بداخل البطلات الرياضيات لا تتوارى خلف عضلاتهن، فهن يمارسن الرياضة من منظورهن الخاص بما لا يسبب خللاً في طبيعتهن الجسدية، وفق شيماء التي تقول:» أعشق مشاهدة المسلسلات الهندية الرومانسية وأكره العنف. ربما الرياضة التي أزاولها تصنع قسوة في مظهري إنما طبيعتي تميل إلى الهدوء». لم تكن المعضلة في إقناع الأسر بأن تمارس بناتهن رفع الأثقال فحسب، بل تمتد إلى أن يقبل رجال بالزواج من بطلة رفع أثقال. وعن تجربتها مع الارتباط تقول شيماء: «تمت خطبتي منذ تسع سنوات ولكن لم تكلل بالزواج، لإصرار الخطيب على أن أترك هذه اللعبة كي أتفرغ للحياة الزوجية». وأضافت عن مواصفات فارس أحلامها: «أتمنى الارتباط بشاب يحبني لشخصي لا لبطولتي، ويكون بلا عضلات. وأتمنى يوم الزفاف أن نرقص معاً على أنغام أغنية رومانسية ويحملني زوجي بين ذراعيه، وإذا لم يستطع أحمله أنا!». وكان للفتيات المصريات من متحدي الإعاقة نصيب من البطولات في لعبة رفع الأثقال، إذ حصلت فاطمة عمر (41 سنة) على الميدالية الرابعة الذهبية في الدورة البارالمبية في مدينة سيدني الأسترالية عام 2000 وأثينا 2004 وبكين 2008. كما حققت رقماً قياسياً عالمياً في لندن 2012. تقول فاطمة: «بدأت ممارسة اللعبة قبل 22 عاماً على رغم مواجهتي لحكم مجتمعي بأني نصف إنسان بسبب إعاقتي، وكان التحدي هو القرار والخيار لأثبت قدراتي وأنزع ما في نفسي من خوف وتردد لأصل إلى البطولة وأكون مثالاً يحتذى به». أما خلود عصام (27 سنة) فبدأت ممارسة رفع الأثقال في سن مبكرة بعدما خاضت تجارب عدة في رياضات أخرى، لكن التحدي بداخلها دفعها إلى الاستقرار فوق منصة رفع الأثقال. تقول ل «الحياة»: «شجعتني أسرتي على ممارسة الرياضة لمجرد الهواية، لكني فاجأتهم باحتراف هذه الرياضة، وانحصر انتقادهم لي في التخوف من عزوف الرجال عن الزواج بي لكوني أصبحت أمراة ذات عضلات».