شلّت اشتباكات في محيط مطار معيتيقة في طرابلس أمس، حركة الطيران المدني في العاصمة الليبية، بعدما هاجم مسلحون من تاجوراء (شرق العاصمة) تابعون للقيادي بشير خلف الله الملقّب ب «البقرة»، سجناً تسيطر عليه «قوات الردع الخاصة» التابعة لحكومة الوفاق التي يرأسها فائز السراج. ولم يعرف عدد الذين حُرروا من السجن القريب من المطار والذي يؤوي أكثر من 2500 موقوف متشدد. وميليشيات «البقرة» منبثقة من «كتيبة المشاة 33» التي أمر السراج بحلها وقطع تمويلها. وأفادت مصادر طبية بأن المواجهات أسفرت عن سقوط أكثر من 13 قتيلاً و50 جريحاً، بينما تعرّضت صالات المطار ومنازل ومنشآت قريبة لقصف عشوائي. وحُولت كل رحلات الطائرات إلى مطار مصراتة (وسط). وأعلنت حكومة الوفاق المعترف بها دولياً في بيان، أن «الاعتداء كان يستهدف إطلاق سراح إرهابيين تابعين لتنظيمي داعش والقاعدة وغيرهما، من مركز احتجازهم الذي تشرف عليه قوة الردع الخاصة» بقيادة عبدالرؤوف كارة. وأبلغت «الحياة» مصادر في طرابلس بأن قوات الردع تلقت دعماً من كتيبة عبدالغني الككلي (غنيوة) المتمركزة في منطقة أبو سليم (جنوبطرابلس). ونفت «قوة الردع» في بيان أنباء اقتحام السجن، موضحةً أن «المجرم الذي يعرف باسم بشير البقرة هاجم مطار معيتيقة مع كل المجرمين المطلوبين لدى قوة الردع وانضموا إلى هذه الميليشيات بعد هروبهم». ونشرت «قوة الردع» صوراً للشوارع المحيطة بالمطار أظهرت دبابات وشاحنات صغيرة عليها أسلحة، لتأكيد دحرها الهجوم وإحكام سيطرتها على الوضع. وأفادت «إدارة أمن طرابلس» التابعة لوزارة داخلية الوفاق بأن قواتها اعتقلت مهاجمين من مجموعة «البقرة»، مشيرةً إلى أن «كل مرافق المطار (بما فيها السجن) تحت السيطرة»، علماً أن مطار معيتيقة هو في الأصل قاعدة جوية أصبحت تُستخدم في رحلات مدنية بعد تدمير مطار طرابلس. وأصدر السراج قراراً بحل «كتيبة المشاة 33» التابعة لمنطقة طرابلس العسكرية، على أن تؤول أسلحتها وذخائرها وآلياتها إلى رئاسة الأركان العامة التابعة للمجلس الرئاسي، بقيادة عبدالرحمن الطويل». وطالب السراج في القرار «هيئة التنظيم والإدارة بتولي مهمات إعادة توزيع منتسبي الكتيبة 33 مشاة على وحدات الكتائب التابعة للمجلس الرئاسي». ودان المجلس الرئاسي في بيان «الاعتداء المبيّت»، مؤكداً أن «ما جرى هو عبث بأمن العاصمة، عرّض حياة المسافرين وسلامة الطيران للخطر». وتتكون «قوة الردع الخاصة» في غالبيتها من سلفيين يتمركزون أساساً شرق العاصمة، وهي موالية لحكومة السراج وتتولى عملياً مهمة شرطة طرابلس وتطارد المهربين والمشتبه في انتمائهم إلى التنظيمات المتطرفة. كما تتصدى لمقاتلين ما زالوا على ولائهم لحكومة الإنقاذ التي يرأسها خليفة الغويل، المنافس الرئيسي للسراج. وأصبحت قاعدة معيتيقة المطار الرئيسي للرحلات المدنية منذ أن تسبب قتال في تدمير جزئي لمطار العاصمة الدولي عام 2014. على صعيد آخر، أعلنت مصادر محلية في مدينة بنغازي أن مجموعة مسلحة اقتحمت أمس، قسم الباطنة في مركز بنغازي الطبي، وتهجمت على أطبائه وطواقمه. وكانت إدارة المركز طالبت رئيس الغرفة الأمنية المركزية في بنغازي اللواء ونيس بوخمادة، بالتدخل لوقف الاعتداءات المتكررة على هذا المركز.