أثنى رئيس الهيئة التنفيذية ل«القوات اللبنانية» سمير جعجع، بعد لقائه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، «الأجواء الإيجابية السائدة من كل الأطراف وبخاصة من قياديي «حزب الله»، آملاً بأن «تترجم هذه المواقف الإيجابية على مستوى المواقف السياسية الفعلية، طالما أن اللعبة السياسية بدأت، مع هذه الانتخابات، تأخذ اتجاهها الطبيعي». وشدد على ضرورة «أن نكون ملتزمين بهذا الاتجاه الطبيعي ولا نذهب لا باتجاه ولا بآخر خارج الدستور والقوانين»، معتبراً أن «الانتخابات كانت تظاهرة ديموقراطية فعلية كبيرة جداً، ليس على مستوى لبنان وحسب بل على مستوى الشرق الأوسط ككل». وقال جعجع: «الشعب اللبناني كله يستحق التحية على هذه التظاهرة، ولكن بالأخص يجب أن نحيي الدولة القائمة، من الرئيس ميشال سليمان إلى الرئيس السنيورة والسلطة الإجرائية بكاملها». ونفى جعجع حصول اتفاق على شكل الحكومة المقبلة، معتبراً أن «هذه الأمور تبدأ بالأجواء، وهي على ما يبدو إيجابية كلها والمهم ألا يعطلها أحد وتبقى متجهة على نحو إيجابي». وأضاف: «لكن هذا لا يعني أن مواقفنا من الأمور تغيرت، على العكس كل منا لديه موقفه السياسي ولكن يمكن أن نبقى إيجابيين بعضنا تجاه بعض ويظل كل منّا في قناعاته». وذكّر بموقف «القوات» من مسألة الثلث المعطل «فهذه التجربة لم تكن ناجحة ولم تفد المعارضة بشيء ولا يجب أن نعود إليها. في المقابل، إذا كان الفريق الآخر لا يريد أن يرى الأكثرية تمسك بأكثر من ثلثي مجلس الوزراء، فبإمكاننا أن نعطي رئيس الجمهورية الثلث المعطل، وفي أي أمر من الأمور الأساسية والجوهرية يمكن للرئيس أن يلجأ إلى وزرائه، ويمكنه أيضاً أن يشكل مع فريق الثامن من آذار الثلث المعطل، وإن لم يرد اللجوء إلى فريقه فلا يكون هناك ثلث معطل»، داعياً رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون إلى «طرح مشروع قانون عن الثلث المعطل وعندها نرى حيثياته ومحتواه ودستوريته وعلى أساس ذلك نقرر ما إذا كنا سنسير فيه أم لا». وأوضح ان «القوات» لم تحسم بعد خيارها في مسألة رئاسة المجلس، مشيراً الى «أمور يجب أن تبحث في هذا الموضوع. المسألة ليست شروطاً ولكن إذا كان المواطن يريد أن ينتخب نائباً ما يطلب منه برنامجاً ليعرف على أي أساس سينتخبه، وإذا كنا نريد أن ننتخب رئيساً لمجلس نواب ألا يجدر بنا أن نسأله عن برنامجه وعلى أي أساس سننتخبه؟». وقال: «لدينا نقطة أساسية وجوهرية وهي عدم إغلاق المجلس النيابي أياً تكن الأسباب والظروف... لدينا ملاحظات حول طريقة العمل داخل المجلس النيابي وما حصل خلال السنوات الأربعة الماضية وسنطرحها بكل صراحة ومحبة سواء مع الرئيس (نبيه) بري أو أي مرشح آخر. ليس لدينا «فيتو» على أحد بل تصور لطريقة عمل المجلس سنطرحها على المرشح الذي سنصوت له. قد يكون حائزاً على أكثرية الأصوات في المجلس النيابي ولكن على رغم ذلك يمكننا أن نتخذ موقفاً مبدئياً». وقيل له: إذا طلبت منكم السفارة الأميركية عدم التصويت للرئيس بري فهل تستجيبون لذلك كما حصل في العام 2005؟ فأجاب: «أصلاً لا نسمح للسفارة الأميركية ولا لغيرها أن تتدخل. هناك بعض الفرقاء الذين يتلقون أوامر من جهات معينة ولذلك يفترضون أن يكون الآخرون كذلك، في حين أن الأمر مختلف تماماً. لا نتلقى لا أوامر ولا تعليمات ولا ملاحظات من أي مكان، بل نبحث في كل الأمور مع الجميع ولكن مواقفنا تصدر عنا». ورأى أن «الموقف الإقليمي الآن في حالة استرخاء، وعلينا كلبنانيين أن نستفيد من هذه الحالة لنبني ما يمكننا بناؤه. فالشعب اللبناني تعب، وحرام أن نبقيه أسير سياسات واستراتيجيات خارجية وطموحات دولية أو إقليمية أو صراعات لا علاقة مباشرة له بها». ولم يجب جعجع عن سؤال يتعلق بتسمية النائب سعد الحريري لرئاسة الحكومة، قائلاً: «الموضوع يبحث داخل قوى 14 آذار». ورأى أن «لا أحد وحده، في المجلس الجديد، يمثّل المسيحيين بل كلنا نمثلهم»، معلناً أنه يمد يده إلى «التيار الوطني الحر» و «حزب الطاشناق» و «تيار المردة» وبقية الفرقاء المسيحيين، لنتفاهم على الأقل على ما نحن غير مختلفين عليه. نحن نختلف مثلاً حول الاستراتيجية الدفاعية، ولكن لا أعتقد أننا مختلفون على بناء الدولة والمشاريع الإنمائية أو تحسين البيئة. على الأقل لنحاول التفاهم حول الأمور التي لا خلاف حولها ونترك جانباً كل المنطق الآخر حول هذا يمثل وذاك لا يمثل». وجدد جعجع دعوته الجميع إلى القبول بنتائج الانتخابات، مثمناً «موقف النائب جورج قصارجي الذي قال بكل بساطة وجرأة وشفافية، بخلاف غيره، إن زحلة انتخبت في مكان آخر بسبب تصرفات فريقه ولا بد من تحسين تصرفات هذا الفريق لتعود زحلة وتنتخبه. هذا منطق رجل دولة وصادق وشجاع». ورأى أن «الجميع يحق لهم أن يطعنوا، وأياً كان قرار المجلس الدستوري علينا أن ننصاع اليه».