واصل ناشطون مصريون حشد القوافل المتجهة من القاهرة إلى رفح باتجاه قطاع غزة للمشاركة في فعاليات التحضير للإنتفاضة الفلسطينية الثالثة التي حُدد لها اليوم وبدأت في «جمعة النفير» أول من أمس. وانطلقت أمس باصات عدة تقل العشرات من القاهرة، على أن يلتحق بها آخرون من محافظات أخرى ستمر عليها الباصات. وهذه القوافل محملة بسلع أساسية لايصالها إلى سكان قطاع غزة المحاصر، ويخطط منظموها للوصول إلى العريش ومنها إلى رفح استعداداً ليوم الزحف على غزة. غير أن السلطات المصرية أوقفت أمس وأول من أمس باصات عدة عند كوبري السلام في مدينة الإسماعيلية، ومنعتها من مواصلة السير في اتجاه رفح المصرية، فقرر منظمو القوافل تشكيل وفد صغير سيسعى إلى الوصول الى رفح، ومنها إلى قطاع غزة بهدف تأكيد تضامن مصر وشبابها مع الشعب الفلسطيني. ويقوم بتنظيم هذه القوافل «ائتلاف اللجنة التنسيقية لدعم القضية الفلسطينية» الذي يتكون من عدد من الحركات والقوى السياسية، من بينها «حركة 6 أبريل» و«الجمعية الوطنية للتغيير» وناشطون على موقع «فايسبوك». وكانت وزارة الداخلية المصرية ناشدت القوى الوطنية وقف هذه المسيرات نظراً الى الظروف الحساسة والدقيقة التي تمر بها البلاد في هذه الفترة، غير أن منظميها أصروا على تسييرها. وتمكنت أعداد قليلة من الناشطين من الوصول إلى مدينة العريش للمشاركة في يوم الزحف بعد أن تحركوا بصورة فردية. ويحتجز مئات الناشطين عند كوبري السلام وعدد من المعديات التي تربط سيناء بمحافظات مصر المختلفة عبر قناة السويس. وقال شهود إن المعديات على ضفتي القناة وكوبري السلام ونفق الشهيد أحمد حمدي، تشهد إجراءات أمنية مشددة، إذ تقوم قوات الأمن بالتدقيق في هوية جميع القادمين إلى سيناء، وتسمح لأبناء المنطقة والعاملين والمقيمين فيها فقط بالمرور، ولا تسمح بدخول الباصات السياحية التي تقل ناشطين. وتشهد مدينة العريش الواقعة على مسافة 50 كيلومتراً من معبر رفح حالاً من الهدوء التام ووجوداً إعلامياً مكثفاً لتغطية الحدث. وقال محافظ شمال سيناء اللواء عبدالوهاب مبروك إن جميع المعابر المؤدية إلى سيناء يعمل بانتظام، وهناك إجراءات تفتيش على تلك المعابر والمعديات يخضع لها جميع القادمين إلى سيناء، ويُسمح لأبناء المحافظة والمقيمين والعاملين بها بالمرور إليها. وأضاف: «هناك سيناريوات عدة اتخذتها المحافظة من خلال مركز الكوارث والأزمات لمواجهة ما قد يحدث في هذا اليوم، منها إجراءات طبية وتموينية، وتم الإعداد لتداعيات هذا اليوم كإجراء احترازي، منها رفع درجة الاستعداد بمرفق إسعاف المحافظة وكافة نقاط الإسعاف، وإعلان حال الطوارئ في المستشفيات ووقف راحات الأطباء وتجهيز طواقم جراحية وتوفير أدوية الطوارئ والمواد الغذائية والتموينية والمحروقات والغاز لفترات طويلة. واختلفت الآراء في ما قد يحدث في يوم الزحف المواكب لذكرى النكبة، اذ رفض أعضاء من لجنتي «حماية الثورة» و«شباب سيناء من أجل التغيير»، مبدأ الزحف حتى لا يحدث نوع من الهرج والمرج وإخلال بالنظام، وقرروا الوقوف تضامنياً مع الناشطين الموجودين، لكنهم لن يشاركوا في الزحف حال حدوثه لتجنب تداعيات الأمر في توقيت غير مناسب. غير ان أعضاء «الحركة الثورية الاشتراكية» في شمال سيناء رأوا ضرورة الزحف إلى غزة والأراضي الفلسطينية لتحرير القدس وإيصال رسالة شعبية للكيان الصهيوني مفادها أن الشعوب العربية قادرة على تحرير القدس بإرادة شعبية.