الهلال والنصر والاتحاد والشباب، أربعة أندية سعودية تحجز مقاعدها في الدور المقبل من دوري أبطال آسيا، منها واحد ضمن التأهل للدور التالي، إذاً مؤشرنا في آسيا «أخضر»، رغم أن النقاد كافة أجمعوا أن أنديتنا لن تذهب بعيداً في هذه النسخة من دوري الأبطال، وربما كان السبب في هذا التخوف من نتائج المنتخب في كأس آسيا الاخيرة التي خشي أن تلقي بظلالها على الأندية، ولكنها تجاوزتها وحققت نتائج جيدة خولتها لتنضم لركب المتأهلين حتى لو كان ترتيبها ثانياً وخسرت ميزة اللعب على أرضها. أنديتنا الأربعة تتفوق على الأندية الخليجية كافة التي تضاهيها في الملاعب والصرف المادي، وليت الذين يخصصون البرامج الرياضية في قنواتهم لمناقشة قضايانا الرياضية بتوسع ينظرون أي موقع احتلت أندية بلدانهم علّهم يخجلون من تذيلها للترتيب في كل مجموعة، وينصرفون لمناقشة أسباب ترديها للحضيض ووضعها المزري، وتلك البرامج التي لم تقدم أي إضافة أو فكر بناء، بل كانت تقودنا إلى مزيد من التعصب والفرقة خاصة وجمهورها في الغالب من الشباب، لكنها ولله الحمد سقطت بالضربة القاضية، ولوحة وطنية رائعة تظهر في المدرجات في مباراة الهلال والغرافة تترجم وحدتنا الوطنية التي يجب أن تحضر في المناسبات كافة. هلالنا ونصرنا واتحادنا وشبابنا اجتمعوا في علم واحد ترجم به مشجع هلالي الحال الذي يجب أن تكون عليه الجماهير الرياضية في أي لقاء يجمع ممثلي الوطن بالأندية الخارجية، رفعها منتشياً بتأهل الأربعة، هذا الاتحاد في قماش واحد يجب أن يتبعه اتحاد في الطرح الإعلامي مع كل فريق يلعب باسم المملكة بغض النظر عن اللون، وأن يسهم الكتاب في وقوف الجماهير صفاً واحداً. أنديتنا الأربعة التي تأهل ثلاثة منها ثانية في مجموعاتها، يجب أن تستثمر وجودها في الدور الثاني من البطولة جيداً، وتمضي قدماً وألا يكون منتهى طموحها ما حققت، لأنه ليس إنجازاً يستحق الاحتفاء المبالغ به، لأنه كلما تقدمت البطولة كانت المنافسة أشرس، والمنافسون أقوى وأكثر استعداداً وتركيزاً، من هنا على أنديتنا أن تعي حقيقة أن الطريق شاق وطويل، وما حدث لم يتوِّج أحداً منها بالبطولة أو حتى يقربها منها، فالشباب والهلال وصلا لما قبل النهائي في النسخة السابقة، ثم غادراً ونسي كل ما قدما من مستوى، أو سجلا من أهداف لأن التاريخ لا يحفظ إلا أسماء من يحققون البطولات. حتى تكون آسيا سعودية، لابد أن يكون الجهد أكبر، فمهر البطولات غالٍ لا ينال بالحضور الإعلامي، بل الميداني عندما تشتد المنافسة، ولنؤجل مبروك حتى تقال في وقتها الصحيح. [email protected]