احتشد أمس حوالى 80 ألف مصري في ميدان التحرير ضمن فاعليات ما سمي ب»مليونية الوحدة الوطنية وأمن المواطن». وكانت الحشود توافدت على ميدان التحرير منذ الساعات الأولى للصباح للمشاركة في «جمعة الوحدة وسيادة القانون»، وللتعبير عن تضامن المصريين مع الشعب الفلسطيني في ذكرى نكبته، ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها «مصر الثورة ايد واحدة»، «فتح وحماس ايد واحدة»، «الشعب يريد سيادة القانون»، «مسلم ومسيحي ايد واحدة»، فيما ردد الآلاف هتافات مؤيدة للفلسطينيين تنادي بنصرة «حماس» وكتائب القسام ورفعوا أعلام فلسطين. وجرت المسيرة بحماية المدرعات العسكرية وعناصر الشرطة العسكرية. وحاول خطيب صلاة الجمعة في ميدان التحرير الشيخ مظهر شاهين الربط بين مليونية الوحدة الوطنية ونصرة الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي ودعا الموجودين في الميدان الى إخماد الفتنة الطائفية، مؤكداً أن تعاليم الإسلام والمسيحية براء من كل من يثير الفتنة الطائفية. واستنكر الخطيب الاشتباكات بين مسلمين وأقباط في إمبابة قائلاً: «جمعكم ميدان التحرير وتفرقكم كاميليا شحاته»، التي يعتقد كثير من المسلمين أنها أشهرت إسلامها ثم أجبرت على العودة الى المسيحية وتم احتجازها من قبل الكنيسة. وأضاف: «كل يوم يمر نخسر ملايين الجنيهات متى سنقف على أرجلنا، الهدف الأول بناء مصر دولة موحدة دولة ديموقراطية لأنها الخطوة الأولى لتحرير بيت المقدس، يوماً سندخلك يا مقدس». واضاف: «مصر أكبر من كل المشاكل أن بناء مصر جزء من عقيدتنا وأن وحدة الصف المصري جزء من عقيدتنا ونصرة اخواننا في فلسطين جزء من عقيدتنا وحماية المسيحيين جزء او هي كل عقيدتنا لأنها وصية الله». ووجه خطيب الجمعة انتقادات لاذعة لحكومة رئيس الوزراء عصام شرف قائلاً له: «اين المحليات يا دكتور عصام على اجندة اعمالك هل رضيت بالأمر الواقع؟ هل تحريت عنهم ووجدتهم مخلصين ومن اولياء الله الصالحين ؟ الم يكونوا السبب في تزوير الانتخابات وسرقة الاراضي وفي افساد الحياة السياسية؟. وتابع: «من ينظر إلى المحافظين الجدد يعتقد أن نظام مبارك هو الذي عينهم، مطالباً بانتخاب عمداء الكليات الجامعية». وأشاد الخطيب بالمجلس الاعلى للقوات المسلحة وبالجهود التي يبذلها لحماية ثورة 25 يناير حتى تسليم السلطات إلى رئيس مدني. وختم «أوصيكم بعدم الخلاف وبنبذ الفرقة وكل التصريحات التي توقع بيننا وبين المسيحيين، هؤلاء الذين تسببوا في احداث امبابة يعملون لجهاز النظام السابق وجهاز أمن الدولة المنحل». وأكد أحد قساوسة الكنيسة الأرثوذكسية على رفض الأقباط التدخل الأجنبي في شؤون مصر الداخلية، مطالباً الشعب المصري من المسلمين والمسيحيين، الحفاظ على منجزات الثورة 25 ووحدة الصف والدم التي تجلت في ميدان التحرير خلال الثورة. وهتف الكاهن «مصر مسيحي ومسلم يد واحدة»، مشيراً إلى أن هذه هي الحالة التي يجب أن تسود بين جناحي الأمة المصرية مسلمين وأقباطاً. في غضون ذلك قررت النيابة العسكرية في مصر، اول من أمس الخميس، حبس عبير فخري، مفجرة أحداث فتنة إمبابة، 15 يوماً على ذمة التحقيقات، وإحالتها إلى مديرية أمن الجيزة، التي اودعتها في سجن القناطر، وبرفقتها ابنتها الرضيعة «مريم أيمن». ووجهت النيابة إلى عبير تهم التزوير لعقد إشهار إسلامها بعدما ادعت أنها آنسة على غير الحقيقة رغم كونها متزوجة من مسيحي وأنجبت منه طفلة، كما وجهت اليها تهمة الجمع بين زوجين حيث تزوجت عرفياً في يوم إشهار إسلامها وهي على ذمة رجل آخر، إضافة إلى التهمة الأساسية وهي تكدير الأمن العام.