تقترب القوات الشرعية يوماً بعد آخر من اقتحام صعدة، المعقل الرئيس لجماعة الحوثيين، وأعلن الجيش الوطني اليمني سيطرته على سلسلة جبال «أم العظم» الاستراتيجية في المحافظة، والقريبة من الحدود مع المملكة العربية السعودية. وانتشر القلق في أوساط الميليشيات الحوثية بعد الانتصارات الكبيرة للجيش في كل الجبهات، إذ استسلم قائد جبهة حيس والخوخة حمير إبراهيم إلى القوات الإماراتية، داعياً معاونيه إلى الانضمام للشرعية في اليمن. واعترضت دفاعات التحالف أمس، صاروخاً باليستياً أطلق من مناطق الميليشيات نحو مدينة مأرب شرق اليمن، من دون وقوع أضرار. وأفاد موقع «اليمن الآن» بأن الصاروخ لم يصل إلى هدفه ودمّر فوق سماء المدينة. وأعلن المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية أمس، أن «الجيش استعاد مواقع جديدة في جبهة البقع في صعدة، بعد معارك عنيفة مع الميليشيات، تكبدت فيها الأخيرة خسائر كبيرة في العتاد والأرواح». وأشار إلى أن «السيطرة على سلسلة جبال أم العظم تقطع خطوط إمدادات الحوثيين، وتمنع تسللهم إلى الحدود السعودية». ودفع الجيش والتحالف بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى محور صعدة، وذلك للمشاركة في العملية العسكرية لتحرير المحافظة. وأعلن مصدر عسكري، مقتل سبعة من الميليشيات في محافظة تعز، فيما أكد مصدر أمني نجاة مسؤولين محلييْن من انفجار عبوة ناسفة استهدفت موكبهما وسط المدينة. ونقلت وكالة «الأناضول» للأنباء عن مصدر لم تسمِّه، أن «عبوة ناسفة انفجرت لدى مرور موكب وكيلي محافظة تعز، عبدالقوي المخلافي ورشاد الأكحلي»، موضحاً أن «الانفجار لم يسفر عن سقوط ضحايا». وكشف القيادي الحوثي المستسلم خلال مقابلة مع وكالة أنباء الإمارات (وام) مساء الأحد، أن «الميليشيات تجبر الأهالي على الانضمام إليها، وتدفع بالأطفال إلى ساحات القتال وتضعهم في الصفوف الأمامية في المعارك». وأضاف أن «من يرفض الانضمام، يطرد ويشرد مع أسرته». ودعا أبناء قبيلته إلى الانضمام إلى قوات الشرعية، والتصدي للميليشيات من أجل تحرير الأراضي اليمنية بالكامل. وعن تفاصيل استسلامه للقوات الإماراتية، أوضح أنها «استقبلته بأخلاق رفيعة وعالية وتعاملت معه بشكل جيد». وتوجه برسالة إلى الشعب اليمني مشدداً على «ضرورة الوقوف وقفة رجل واحد ضد الحوثيين، الذين عاثوا خراباً وفساداً في الأراضي اليمنية»، مؤكداً أن «قوات التحالف تقترب من النصر، وهي على حق ويجب الوقوف إلى جانبها ودعم قوات الشرعية، من أجل تحرير كل الأراضي من الميليشيات». وكان إبراهيم عذابو قائد جبهة الساحل الغربي التابع للميليشيات استسلم وعدداً من معاونيه قبل يومين إلى قوات الشرعية اليمنية، إثر معارك عنيفة كبدت الحوثيين خسائر كبيرة، ما يؤكد انتشار «فوبيا انتصارت الجيش» في صفوف الحوثيين. إلى ذلك، أعلن الناطق باسم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية سامر الجطيلي، أن «قوات التحالف أجلت أكثر من 360 ألف شخص من اليمن خلال العامين الماضيين، إلى 85 دولة حول العالم». وأوضح في مؤتمر صحافي أمس، أنه «تم تقديم تصريح عدم طلب استهداف أكثر من 6074 موقعاً في اليمن، لافتاً إلى أن قوات الشرعية استقبلت بشكل جيد من تركوا الانقلابيين». وأشار إلى أن تصاريح الرحلات الإنسانية منذ بداية الأزمة، «بلغت 7590 تصريحاً جوياً، و2749 برياً، و880 بحرياً، فيما يعمل 16 منفذاً بالطاقة القصوى». ولفت إلى أن الحوثيين عطلوا حتى نهاية العام الماضي 65 سفينة إغاثة في ميناءي الحديدة وصليف، و567 قافلة إغاثة كانت متوجهة إلى الداخل اليمني. ولفت إلى أن «هناك عدم تجاوب من منظمات دولية في ما يتعلق برصد انتهاكات الحوثيين للعمليات الإنسانية»، فيما «تصدر المنظمات الدولية الإنسانية خطابات عامة تتهم فيها كل الأطراف، من دون تحديد مسؤولية الحوثيين عن تعطيل الإغاثة في اليمن».