أكد الباحث في العلاقات الدولية وعضو الجمعية السعودية للعلوم السياسية عبدالله الشمري أن الخطوة الخليجية قبول طلب الأردن ومنح المغرب الفرصة لطلب الانضمام تسحب البساط من الأطراف الإقليمية الساعية إلى لعب أي دور مستقبلي على حساب الدول العربية. وقال الشمري في حديث ل«الحياة» أمس إن خطوة دول مجلس التعاون الخليجي المفاجئة قبول طلب الأردن ودعوة المملكة المغربية للانضمام إلى دول مجلس التعاون الخليجي هي خطوه استراتيجية ستؤثر في توازن القوى بالمنطقة على المستويين القريب والمتوسط، كما أنها تهدف بالدرجة الأولى إلى تعزيز الأمن الجماعي لدول المجلس، ودعم الأردن والمغرب في مواجهة تهديدات مستقبلية في ظل الأوضاع الصعبة التي تتعرض لها المنظومة العربية. وأضاف: «من المعلوم أن الأردن يمثل امتداداً جغرافياً وبشرياً للمملكة العربية السعودية، كما أنه يمكن الاستفادة منه في الخبرات العسكرية التدريبية وكذلك التعليمية والطبية المميزة عربياً، وأنه الآن يعيش وضعاً يستدعي من دول المجلس دعمه، خصوصاً أنه يقع بين إسرائيل التي تعد عدوة، والعراق الذي أصبح متأثراً بالقرار الإيراني، وسورية التي يتعرض نظامها لثورة شعبية جعلت أقرب الدول الداعمة لها مثل تركيا تستنكر القتل الذي يتعرض له الشعب السوري. وقال الباحث الشمري: «يبدو لي أن لهذه الخطوة أبعاداً عدة تنظر من زوايا عديدة، فمن جهة الواقع السياسي فالمقصد واضح جداً وهو تحجيم الدور الإيراني وتقزيم دعايته، وهي خطوة ذكية جداً فيها كثير من الفوائد، منها: تقوية مجلس التعاون الخليجي ولو معنوياً، وإثبات أن دول المجلس لديها أوراق ضغط يمكن أن تربك بها إيران مستقبلاً، وإرسال رسالة للغرب ولتركيا أنه في ظل الاستفزازات الإيرانية المدعومة بسكوت الغرب ومجاملة تركيا فقد تعيد دول الخليج تشكيل المنظومة العربية وبطريقه أقوى وأحدث وأكثر تناسقاً من أي وقت مضى. وتابع: «على المستوى الاقتصادي هناك تخوف من أن يتم تشكيل عبء إضافي مستقبلاً على دول الخليج وستكون الدول الخليجية الست هي المؤثر في قرارات المجلس كونها المؤسسة له والمنفقة عليه». وحول ما يتعلق بانضمام المغرب إلى دول المجلس، قال الشمري: «أتوقع أنه دعم للمغرب التي استبقت الخطر الإيراني وقطعت علاقاتها الديبلوماسية مع إيران بعد أن استشعرت خطر التسلل الإيراني إليها، وبالتالي فالبعد السياسي أكثر حضوراً من أي بعد آخر لأن الاستفادة عسكرياً من المغرب ستكون صعبة بحكم بعده الجغرافي، ولا أتوقع أن يحل مجلس التعاون بشكله الموسع محلَّ جامعة الدول العربية التي يرى البعض أنها ماتت وقُبرت منذ أزمة الخليج وإنما ستشكل الدول الجديدة مجموعة ستكون لديها الغالبية والقرار الأول سياسياً واقتصادياً على المستوى العربي». وأشار الشمري إلى وجود رأي خليجي محافظ يخشي من أن «يؤثر ضم أية دول إلى المجلس في تناغمه وتجانسه، ما قد يهدد هذا الكيان الذي ظل صامداً أمام التحديات الإقليمية والدولية طوال 31 عاماً، وكان نموذجاً ناجحاً للتعاون والتنسيق الحكومي والشعبي».