جدد رئيس الحكومة العراقي حيدر العبادي من النجف أمس، تأكيد جدية حملة يقودها لمحاربة الفساد، في وقت رفض الحزبان الكرديان الرئيسان تفاوض ثلاثة أحزاب مع بغداد بمعزل من حكومة الإقليم. كما أكد وزير النفط العراقي قرب تصدير نفط كركوك عبر إيران (راجع ص10). وقال العبادي خلال زيارته محافظة النجف أمس، إن حكومته لن تتمكن من تقديم الخدمات بوجود الفاسدين، لافتاً إلى أن «الحرب استنزفت الكثير من موازنة البلد، والعراقيون بوحدتهم انتصروا». وزاد أن «البعض يطالب بتوفير الخدمات فوراً، إلا أننا لن نتمكن من تقديمها بوجود الفاسدين». ودافع عن الحشد الشعبي، مشيراً إلى أن البعض حاول افتعال مشكلة بينه وبين الجيش، وقال: «لا ينبغي أن نفرق بين صنوف القوات الأمنية، فبعضهم حاول أن يثير الجيش ضد الحشد، ولكن فشل. هذه كلها قوات نظامية، وتأتمر بأمر القيادة العامة للقوات المسلحة». وفي شأن العلاقة مع كردستان قال: «انتصرنا على محاولات الانفصال، وتعاملنا مع العراقيين بالدرجة ذاتها، ولا نفرق بينهم، ويجب على المسؤولين التعامل مع العراقيين على هذا النحو، خصوصاً أن إنصاف الجميع أساس النجاح والانتصار». لكن المشهد في إقليم كردستان بدا مختلفاً، إذ انتقد اجتماعٌ ل «الحزب الديموقراطي الكردستاني» و «الاتحاد الوطني الكردستاني» خوض وفدٍ من أحزاب المعارضة يضم «حركة التغيير» و «الجماعة الإسلامية» و «تحالف العدالة» محادثات مع حكومة العبادي بمعزل من حكومة إقليم كردستان. وقال رئيس حكومة الإقليم نائب رئيس «الديموقراطي» نيجيرفان بارزاني خلال مؤتمر صحافي مشترك مع القيادي في «الاتحاد الوطني» ملا بختيار عقب اجتماع الحزبين في السليمانية أمس، إن «بغداد غير جادة في البدء بمفاوضات مع الإقليم، ونجدد استعدادنا للحوار لحل الخلافات العالقة، على أن يشمل كل الملفات منذ عام 2003 وفقاً للدستور». وانتقد خوض أحزاب كردية مفاوضات في بغداد من دون اتفاق مع حكومته، وقال: «كنا نأمل بوفد يمثل جميع الأحزاب وليس ثلاثة فقط، ثم إن التفاوض مع بغداد يجب أن يكون مبنياً على شرعية رسمية». وعن اتهامات طهران لأربيل بدعم الاحتجاجات في إيران، قال بارزاني: «هذا الاتهام هزلي ومضحك، ما يحدث هناك شأن داخلي نأمل بأن ينتهي قريباً، إيران جارة نأمل بأن تكون علاقتنا ممتازة معها. سياستنا واضحة، ولن نكون عامل توتر في المنطقة بل عامل استقرار». من جهته، أكد بختيار أن حزبه «سيبحث مع الديموقراطي في اجتماع لاحق إنهاء التوتر في محافظة كركوك وإخراجها من مأزقها». وأكد وزير النفط العراقي جبار اللعيبي أمس، أن العراق سيبدأ تصدير النفط من حقول كركوك الشمالية إلى إيران قبل نهاية الشهر، موضحاً أن حوالى 30 ألف برميل يومياً من الخام ستُنقل بالشاحنات إلى مصفاة كرمانشاه الإيرانية عند بدء التصدير. وكان أعلن في وقت سابق أن العراق وقع اتفاقاً مع إيران لتصدير النفط الخام من حقول النفط في كركوك بمعدل يتراوح بين 30 و60 ألف برميل يومياً، وذلك بعد إعادة انتشار القوات العراقية في كركوك والمناطق المتنازع عليها مع إقليم كردستان. وفي ملف آخر، أكد «التحالف الوطني» الذي يضم معظم القوى الشيعية، تمسكه بإجراء الانتخابات في موعدها، بعد تصاعد الدعوات إلى تأجيلها، وفق بيان عن اجتماع عقده الائتلاف برئاسة نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي. وكانت «الحياة» كشفت أول من أمس نية العبادي التوجه باستفسار قانوني إلى المحكمة الاتحادية في شأن موقفها من دعوات تأجيل الانتخابات ودستورية تلك الدعوات. وكان العبادي عقد اجتماعاً مع رئيس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق وأعضائها للبحث في «الاستعدادات والتحضيرات الجارية لإجراء الانتخابات، وتلبية جوانبها المالية والإدارية والمتطلبات الفنية والأجهزة والمعدات اللازمة لإجرائها في مراحل التسجيل والاقتراع والفرز، وانتهاءً بآليات إعلان النتائج والإجراءات المتعلقة بمشاركة النازحين والعائدين في المحافظات المحررة وتهيئة الأجواء المناسبة لمشاركتهم».