استوكهولم - أ ف ب - دخل حزب القراصنة السويدي البرلمان الأوروبي بعد حصوله على مقعد في الانتخابات التي أقيمت الاحد الماضي، ما يشير إلى تحول الانترنت إلى وسيلة في حركة الاعتراض السياسي ووصول جيل جديد من الشباب الذين اختاروا الابتعاد عن الاحزاب التقليدية. وحاز الحزب الذي يطالب بتشريع التبادل المجاني للملفات عبر الانترنت وحماية خصوصية مستخدمي الشبكة من تكنولوجيات المراقبة الحديثة 1.7% من اصوات الناخبين السويديين. وتأسس هذا الحزب على يد خبير المعلوماتية ريك فالكينج (37 سنة) في العام 2006. وقال فالكينج إن" الاعتراف السياسي بالحزب رائع خصوصاً أنه يأتي من القاعدة الشعبية لا من الاحزاب القائمة ".وحصل حزب القراصنة على 23.6 في المئة من أصوات الشريحة العمرية دون 30 سنة ( 70 في المئة منها من الرجال). وبالتالي يكون هذا الحزب قد فاز بأكثرية اصوات هذه الفئة العمرية التي لطالما تميزت بامتناعها عن المشاركة ولامبالاتها بالسياسة. وينتقد فالكينج "السياسيين الكبار الذين لا يدركون الحريات الاساسية لجيل كامل من الشعب. مضياً أنهم "يعتبرون أن هذه المسألة محصورة ومعزولة لانهم بعيدون من الشاشة ومن الانترنت".وتابع فالكينج أن "تصرفهم هذا يشكل تهديداً لنمط عيش جيل اختار هذه المرة الادلاء بصوته للدفاع عنه". وأضاف أن النائب الأوروبي عن حزب القراصنة كريستيان انغستروم قد يكون حليفاً للمدافعين عن البيئة والليبراليين في بروكسل.ولم يؤخذ الحزب في بادئ الامر على محمل الجد لكنه عزز مكانته على الساحة السياسية مستفيدا من الوضع الراهن في السويد، حيث يتذمر الكثيرون من الرقابة المشددة على الاتصالات ومن صرامة العقوبات على التحميل غير الشرعي عن الانترنت، خصوصاً بعد إقرار قوانين جديدة في هذا الشأن في العام الماضي. وكان قد انضم افواج من المناصرين الى الحزب في منتصف شهر نيسان/ابريل الماضي ليزداد عددهم ثلاثة اضعاف في غضون اسبوع واحد ويصل الى 45 الفا قبيل الحملة الانتخابية. وحصلت هذه الموجة اثر اصدار محكمة في استوكهولم حكما بالسجن لمدة سنة في حق اربعة مسؤولين عن موقع الكتروني، ذي بايرت باي، الذي يعنى بتبادل الملفات. وقال مدير معهد سيفو لاستطلاعات الرأي تويفو سيورن ان الحزب حصل على بعض الاصوات من اليمين واليسار لكن الحصة الاكبر اتت من الناخبين الذين يمتنعون عادة عن الادلاء بصوتهم والجيل الجديد من المقترعين.ومن بين المقترعين لحزب القراصنة، دنييل وييك ،29 سنة، وهو مصمم مواقع الكترونية، الذي قال إنه "لو لم يكن هذا الحزب مشاركاً لامتنعت عن التصويت، فالمسائل التي تهمني هي حماية خصوصية الفرد والحرية على الانترنت". وشجب وييك دور "الشرطة" الذي تلعبه التكنولوجيات الحديثة. ويضيف وييك "أنا لست ضد محاربة الجريمة، لكنني ضد اعتبار كل المستخدمين مجرمين محتملين"وتقضي سياسة الحزب بتليين قوانين حقوق الملكية الفكرية وبراءة الاكتشاف في مجال الادوية أو حتى إلغائها. ولم يحصل هذا الحزب في مشاركته الاولى في انتخابات 2006 سوى على 0.6% من الاصوات. إلى ذلك أكد خبير الشؤون السياسية في جامعة غوتبرغ الف بييرلد أن فالكينج استقطب أصوات المعارضين الى جانب اصوات من جذبهم برنامجه السياسي. وقال بييرلد إن "هذا الحزب يعتبر حزباً معترضاً لانه يرفض إبداء الرأي في عدد من النقاشات السياسية الدائرة بين اليمين واليسار ومنها مثلاً مسألة المساواة والضرائب والتلوث". ويركز مناصرو الحزب على المواضيع التي تعنيهم تاركين المشكلات الاخرى لتحلها الاحزاب المتبقية".ويستطرد بييرلد قائلاً "هم ليسوا متطرفين بل هم شكل جديد من الليبراليين يدافعون عن الحقوق المدنية ويرفضون الاحتكارات".