بعد الجوهرة البرازيلية بيليه، والأسطورة الأرجنتينية مارادونا، حل النجم الفرنسي الكبير المنحدر من جذور عربية «جزائرية» زين الدين زيدان ثالثاً، كأفضل من أنجبتهم كرة القدم منذ سبعينات القرن الماضي، وحتى لا يظن بعض الخبراء والمعاصرين لزمن بيليه ونجوم تلك الفترة الجميلة التي لم تلدني أمي وقتها، أنني أتجاهل عمداً أسماء قد يرون فيها أنها أفضل من زيدان أو نجوم الألفية الثالثة، ومع ذلك لا بد من الإشارة إلى نجوم بقو في ذاكرة الأجيال حتى وقتنا الحالي، ومنهم على سبيل المثال بوشكاش وبيكنباور وكرويف وإزيبيو والنجم الإنكليزي الكبير بوبي روبسون وغيرهم الكثير. لكنني لا أرى أن هناك لاعباً حمل شيئاً من بيليه، وأخذ بعضاً من مارادونا، وأتى بسحر كروي، هو خليط من العطر الفرنسي والقهوة العربية غير زين الدين زيدان، الذي أكد أنه عربي الجذور في مباراة إيطاليا في نهائي كأس العالم أمام المدافع ميترازي، وخرج مطروداً بالبطاقة الحمراء، كل ذلك هو بعض من سيرة نجم كان السبب الرئيسي في فوز فرنسا بكأس العالم عام 1998 التي أقيمت على أرضها، وكان السبب في إنجازات محلية وأوروبية لفريق ريال مدريد الإسباني، وهو السبب في تأخره وتراجعه وتواضعه في السنوات الأخيرة باعتزاله اللعب. والحقيقة أن نجماً يفعل كل هذا، يستحق أن توضع صوره في أبرز وأهم شوارع باريس «الشانزليزيه» ويتم تغيير مسمى ملعب ريال مدريد ليحمل اسمه، ويوضع قميصه الذي يحمل الرقم (5) في المتحف الرئيسي للنادي، ويكتب على اللوحة الخاصة به «ممنوع حمله إلى الأبد»، لكن شيئاً من هذا لم يحدث، وأصبح قميص زيدان قريباً من النجم البرازيلي الرائع كاكا، الذي انتقل إلى النادي الملكي قادماً من نادي الميلان الإيطالي، في صفقة سجلت كثاني أغلى صفقة في تاريخ الانتقالات العالمية بعد زيدان. وعلى مستوى الكرة السعودية، كان سعيد غراب الذي لعب لأندية الاتحاد والنصر والأهلي حتى بداية السبعينات الميلادية، ولا أعلم ما هو رقم القميص الذي كان يرتديه، حيث هناك من يرى أنه أفضل من أنجبتهم كرة القدم السعودية، والعهدة على الرواة، أما ماجد عبدالله فلم أر نجماً يشبهه من نجومنا منذ أن عرفت كرة القدم، فقد كان نجم الحسم في مباريات فريقه النصر وفي مباريات المنتخب الوطني، وله الفضل بعد الله في فوزنا بكأس أمم آسيا عام 84 في سنغافورة، وتأهلنا إلى أولمبياد لوس أنجليس، وعلى رغم ذلك فماجد ليس بأفضل من زيدان، حتى تعلق إدارة النصر قميصه الذي يحمل الرقم 9، وأرى أن التكريم لهذا النجم الكبير ليس بحجب رقمه، وإنما بتسمية أحد الشوارع المؤدية إلى مقر النادي باسمه، بعد الرفع للأمانة بذلك، أو إطلاق اسمه على أحد الملاعب المزمع إنشاؤها بجوار النادي. لكن ما يفعله رئيس النصر الحالي الأمير فيصل بن تركي لناديه يستحق كل الإعجاب والتقدير، حتى وإن اختلفت معه في كيفية «الصرف»، وإن بقيت هذه أمور تخص رئيس النادي وإدارته، فهو الوحيد الذي يملك القرار، ويعرف ماذا يريد. [email protected]