عادت حركة «حماس» إلى العمل العلني في الضفة الغربية بعد نحو أربع سنوات من إخراجها عن القانون عقب قيام فرع الحركة في غزة بالاستيلاء على السلطة بالقوة المسلحة. إذ سمحت السلطة الفلسطينية لناشطي «حماس» في اليومين الماضيين بتنظيم مسيرات احتفالية بالمصالحة في مدن عدة، مثل رام الله ونابلس وطولكرم حيث شوهدت أعلام الحركة للمرة الأولى منذ أربع سنوات. وقال مسؤول في «حماس» ل «الحياة» إن وفدها إلى لقاء المصالحة في القاهرة طلب من وفد حركة «فتح» إطلاق المعتقلين وإعادة فتح الجمعيات الخيرية المغلقة. وذكر أن الوفد قدم قائمة من 150 معتقلاً و350 جمعية خيرية مغلقة، وأن وفد «فتح» وعد بحل تدريجي للقضية. وقال مسؤول ملف المعتقلين في «حماس» صالح العاروري إن الحركة تتابع مسألة الإفراج عن المعتقلين مع كل من «فتح» والقاهرة، مضيفاً أن الأسماء التي سيحدث عليها خلاف ستحال على لجنة مشتركة للبت فيها. وقال رئيس وفد «فتح» إلى المصالحة عزام الأحمد إن قضية المعتقلين والجمعيات المغلقة ستحل في الضفة وقطاع غزة في وقت واحد، مشيراً إلى وجود مؤسسات مغلقة لحركة «فتح» والسلطة، ووجود معتقلين وأشخاص ممنوعين من السفر في القطاع. وأعلن رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل في حديث خاص لمركز الإعلام التابع للحركة أن وفدي «حماس» و«فتح» وضعا أثناء لقائهما في القاهرة جدولاً زمنياً لإطلاق المعتقلين وغيرها من استحقاقات المصالحة، مثل بدء عقد اجتماعات الإطار القيادي الموقت لمنظمة التحرير وتشكيل الحكومة الفلسطينية وغيرها. وأضاف: «نحن بحاجة لبعض الوقت، لكننا بمزيد من العزيمة نرجو إن شاء الله أن نتغلب على بعض العوائق». وأضاف أن الجانبين سيعملان في المرحلة المقبلة على إثبات جدية المصالحة، وعلى تبديد مخاوف المواطنين من حدوث تراجع أو تدهور. ويرجح إطلاق المعتقلين وإعادة فتح الجمعيات الخيرية في الجانبين بصورة تدريجية، وعلى نحو لا يثير ردود فعل عاصفة من الجانب الإسرائيلي الذي يرى في أي تقارب من السلطة و«حماس» إشارات تغيير وتطرف من جانب السلطة. ويبدي قادة «حماس» تفهماً لموقف الرئيس الفلسطيني والضغوط الإسرائيلية والأميركية عليه، كما يبدون أيضاً تفهماً للارتباطات والالتزامات السياسية للسلطة والمنظمة، خصوصاً التزامها عملية السلام في حال توافر شروط مناسبة لذلك، مثل وقف الاستيطان. وأعلن مشعل في المؤتمر الاحتفالي بالمصالحة أن حركته مستعدة لإعطاء المفاوضات فرصة أخرى لإظهار حسن نياتها. وأوضح في مقابلته مع مركز الإعلام أن هناك حاجة لتفاهم الجانبين على كيفية التعامل مع المسار السياسي، موضحاً: «يجب أن نسير سويّاً في كل المسارات، سواء مسار إدارة المقاومة والصراع مع الاحتلال، أو مسار الحراك الشعبي، أو المسار السياسي، أو مسار قيادة منظمة التحرير».