رفضت الصين اتهامات وجّهها إليها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بتزويد كوريا الشمالية نفطاً، في انتهاك للعقوبات الدولية المفروضة عليها. وعزّزت سيول اتهامات واشنطن، بإعلانها أنها اعترضت الشهر الماضي سفينة من هونغ كونغ تنقل منتجات نفطية إلى سفينة كورية شمالية. تزامن ذلك مع إعلان السفير الروسي المتجول أوليغ بورميستروف أن بلاده مستعدة لاستضافة محادثات بين الولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية، وزاد: «نحن منفتحون على الاتصالات ومستعدون لتأمين مكان (للمحادثات) إذا لزم الأمر. نحن مستعدون للمشاركة في اجتماعات مشابهة، إذا دُعينا إلى ذلك». ونبّهت ناطقة باسم الخارجية الصينية إلى أن «شنّ حملة من دون سبب عبر وسائل الإعلام، لا يساهم في تعزيز الثقة المتبادلة والتعاون». وأكدت أن الصين التي تؤمن 90 في المئة من التجارة الخارجية لبيونغيانغ، لا تجيز لمواطنيها ولا لشركاتها انتهاك قرارات مجلس الأمن، مشددة على أنها ستتعامل مع أي انتهاكات بجدية وفق القانون. ووصفت معلومات أفادت بنقل حمولات نفط من سفن صينية إلى سفن كورية شمالية في عرض البحر، ب «خاطئة». أتت تصريحات الناطقة باسم الخارجية الصينية بعد إعلان مسؤول في الخارجية الأميركية بأن الولاياتالمتحدة تملك معلومات تفيد بأن «سفناً تجري نشاطات تحظّرها الأممالمتحدة، بما فيها نقل منتجات نفطية مكررة من سفينة إلى سفينة أخرى ونقل حمولات فحم آتية من كوريا الشمالية»، مضيفاً: «لدينا أدلة على أن سفناً مشاركة في هذه النشاطات تملكها شركات دول، بما فيها الصين». بعد ذلك، كتب ترامب على موقع «تويتر» أن الصين «ضُبطت بالجرم المشهود»، معرباً عن «خيبة شديدة لسماحها بدخول نفط إلى كوريا الشمالية». وأضاف: «لن يكون هناك أبداً حلّ ودّي للمشكلة مع كوريا الشمالية، إذا استمر ذلك». واعتبر أنه كان «متساهلاً جداً» مع بكين في ملفات تجارية. في السياق ذاته، قال مسؤول في الخارجية الكورية الجنوبية إن بلاده اعترضت في 24 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي سفينة «لايتهاوس وينمور» التي ترفع علم هونغ كونغ وكانت تستأجرها شركة تايوانية، وفتشتها، لنقلها في 19 تشرين الأول (أكتوبر) منتجات نفطية مكررة إلى سفينة «سام جونغ 2» الكورية الشمالية في المياه الدولية. وتابع: «إنها حالة نموذجية للطريقة التي تتحايل فيها كوريا الشمالية على عقوبات مجلس الأمن، مستعينة بشبكاتها غير شرعية». لكن الناطقة الصينية نفت هذه المعلومات، مؤكدة أن السفينة المعنيّة لم ترس في أي مرفأ صيني منذ آب (أغسطس) الماضي. أتى ذلك بعدما أقرّ مجلس الأمن الخميس حظراً على دخول 4 سفن شحن كورية شمالية، أي مرفأ في العالم، للاشتباه بنقلها بضائع مشمولة بالعقوبات الدولية المفروضة على بيونغيانغ. والسفن الأربع المستهدفة بالحظر هي «أول جي بونغ 6» و «رونغ را 2» و «راي سونغ غانغ 1» و «سام جونغ 2». وكانت الولاياتالمتحدة عرضت لائحة من 10 سفن، دعت إلى حظرها، لكن ديبلوماسياً أعلن «الموافقة على 4 سفن فقط»، مستدركاً أن «الباب ما زال مفتوحاً» أمام حظر السفن الأخرى. وذكرت مصادر ديبلوماسية أن الصين «عرقلت» إدراج السفن الست الأخرى التي اقترحتها الولاياتالمتحدة، على لائحة الحظر، وبينها ناقلة النفط «لايتهاوس وينمور»، مضيفة أنها «لم تسمح سوى بحظر أربع يملكها كوريون شماليون». وكان مجلس الأمن حظّر في تشرين الأول رسوّ 4 سفن ترفع أعلام جزر القمر وسينت كيتس ونيفيس وكمبوديا وكوريا الشمالية، في أيّ من مرافئ العالم، في خطوة شكّلت سابقة في تاريخ الأممالمتحدة. وفرض المجلس هذا العام ثلاث رزم من العقوبات على الدولة الستالينية، بعد إطلاقها صواريخ باليستية عابرة للقارات، وتنفيذها تجربة نووية سادسة.