واشنطن - «نشرة واشنطن» - بينت احصاءات ان العالم يشهد ولادة كل ثانية. لكن في الكثير من المناطق «قد تكون الأمومة محفوفة بالأخطار، بل إن مهمة الإنجاب يمكن أن تهدد حياة النساء»، وفقاً لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي اعلنت عن برنامج جديد يستهدف إنقاذ أرواح الأمهات وأطفالهن. وأضافت كلينتون إن البرنامج الذي لقّب ب «ماما»، وهي الأحرف الأولى بالإنكليزية ل «التحالف النقّال من أجل الأمومة»، ان النساء في الدول النامية وبعض النساء اللواتي يواجهن أكثر من غيرهن أخطاراً ومشاكل متصّلة بالحمل، سيكون بمقدورهن أن يستخدمن هواتفهن الخليوية للحصول على بيانات صحّية بواسطة الرسائل النصّية، أو الرسائل الصوتية المسجلة. وأعلنت كلينتون عن هذه المبادرة في مقر وزارة الخارجية، برفقة ممثلين عن عدد من شركات الخليوي والهيئات والمنظمات ممن سيساعدون في إنجاح مبادرة «ماما»، التي بوشر تنفيذها في بنغلادش والهند وجنوب أفريقيا بدعم مالي ب10 ملايين دولار. وتابعت كلينتون أن حوالى 360 ألف امرأة يتوفين سنوياً في العالم بعد الوضع، كما يتوفى 4 ملايين رضيع في غضون أسابيع عدة من ولادتهم، أو لدى الإنجاب. وعلى رغم هذه الأرقام القاتمة، حققت الولاياتالمتحدة ودول مانحة ومنظمات أخرى تقدماً ملموساً في خفض نسبة الوفيات بين الأمهات بواقع 34 في المئة في العالم النامي بين عامي 1990 و2008. وقلّصت نيبال هذه النسبة بواقع النصف. و«الوكالة الأميركية للتنمية الدولية» هي واحدة من الشركاء في مبادرة «ماما». وأعلن نائب مديرها دونالد ستاينبيرغ أن البرنامج سيستفيد من الانتشار السريع للهواتف الخليوية في العالم النامي. وأضاف: «إن الرسائل الصحّية بواسطة الهواتف الخليوية ستُبلّغ الأمهات بطرق الاعتناء بأنفسهن خلال الحمل، وتبدّد خرافات ومفاهيم خاطئة، وستستخدم لإبراز إشارات على الإنذارات ولربط الناس بخدمات صحّية محلية، تعزيزاً لممارسات الرضاعة وشرح مزايا تحديد النسل وجعل الأمهات الجديدات ملمّات بالطرق المثلى لرعاية أطفالهن الرضع. ومن المؤسسات الراعية الأخرى لهذا المجهود شركة «جونسون آند جونسون» الأميركية التي تصنع منتجات رعاية شخصية ورعاية للأطفال. وقال مديرها العام وليم ولدون: «الهواتف الخليوية لها حضور في كل مكان تقريباً، وهي تمثل مصدراً مهماً لدفع عجلة الرعاية الصحّية». وشاركت شركته في برنامج مماثل في الولاياتالمتحدة يعرف ب «النصّ للطفل» (تيكست فور بيبي)، الذي يضم 170 ألف مشترك، وهو برنامج أثبت من النجاح قدراً كافياً ووسّع ليشمل روسيا. أما كبير مديري التكنولوجيا في الولاياتالمتحدة أنيش شوبرا فأشاد ببرنامج «النصّ للطفل» وقال: «اتصل بي طبيب من ولاية فرجينيا ليقول إن المرضى يأتون تلقائياً للاستشارة الخاصة بالرعاية ما قبل التوليد، وحينما يسألهم الموظفون في العيادة عن سبب زيارتهم يردّون: تلقينا رسالة نصّية على هاتفنا تفيد بوجوب قدومنا». وأكد شوبرا أن «ماما» سيساعد الأمهات في العالم النامي، لأن تكنولوجيا الهواتف العاملة بواسطة الأقمار الإصطناعية يمكن أن توصل «ماما» إلى القرى التي لم تربط أبداً بهواتف أرضية، ولا تصلها إشارات البث التلفزيوني. ومن الشركاء الآخرين في برنامج «ماما» منظمة الأممالمتحدة و «مركز الأطفال الرضّع»، وهي شبكة إلكترونية عالمية متخصصة بالأمومة، تعمل كناطقة باسمها وممثلة لها عارضة الأزياء الأميركية والناشطة كريستي تورلينغتون، وتحالف «إم هيلث ألايانس» المرتبط بالأممالمتحدة.