حذر رئيس المكتب السياسي ل «الحرس الثوري» يد الله جواني من مشروع «ثورة مخملية» في إيران، عشية الاقتراع لانتخاب الرئيس الإيراني غداً. في الوقت ذاته، دخلت العلاقة بين الرئيس الإيراني المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني مرحلة القطيعة النهائية، ما يحتّم تخلي الأخير عن منصبه في حال فوز نجاد بالرئاسة. جاء ذلك بعد أيام من المهرجانات الصاخبة لأنصار المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي المدعوم من رفسنجاني، والتي تخللتها انتقادات شخصية حادة للرئيس بلغت حد اتهامه بالكذب، وتبادل نجاد ورفسنجاني اتهامات بالفساد، قبل أن يوجه الأخير رسالة الى مرشد الجمهورية علي خامنئي، يطلب فيها التدخل لوقف «الافتراءات» محذراً من «خطورة» البلبلة. ورد أنصار نجاد على تحركات الشارع الإصلاحي ضده، بحشد آلاف من المتظاهرين تأييداً له في غرب طهران أمس، ألقى أمامهم خطاباً اتهم فيه خصومه من دون ان يسميهم ب «إهانة الرئيس»، مطالباً بإيداعهم السجن. وأبلغت الى «الحياة» مصادر قريبة من «الحرس الثوري»، ان أركانه مستاؤون من الرسالة التي وجهها رفسنجاني الى المرشد، ويعتقدون أن الرئيس السابق «يحاول إسقاط نجاد بأي وسيلة». وأصدر «الحرس» بياناً اعتبر فيه الانتخابات «إحدى ساحات الاختبار الكبرى للشعب الإيراني». وأضاف البيان الذي أوردته وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا)، ان المشاركة الكثيفة في الاقتراع ستؤدي الى «الهزيمة الحتمية لاستراتيجية أميركا والغرب، واستمرار صمود الشعب الإيراني وثباته أمام أطماع قوى الهيمنة والغطرسة». وأبدى «الحرس» في البيان «عتبه لمواقف وإجراءات بعض الأفراد والتيارات»، مشدداً على «أولوية المصالح والمنافع الوطنية وترجيح ذلك على المصالح الشخصية والحزبية». ونسبت وكالة «رويترز» الى جواني قوله: «يكشف استخدام أحد المرشحين لوناً محدداً للمرة الأولى، بداية مشروع ثورة مخملية»، في إشارة الى اللون الأخضر الذي اختارته حملة موسوي. في الوقت ذاته، أوصى مجلس صيانة الدستور بوقف تظاهرات الإصلاحيين في الشوارع، باعتبار ان استمرارها بعد انتهاء الحملات الانتخابية، يشكل مخالفة للدستور. ورأى الناطق باسم المجلس عباس علي كدخدائي في مؤتمر صحافي أمس، انه «لا يحق لكبار المسؤولين في النظام التدخل في الحملة الانتخابية»، غامزاً بذلك من قناة رفسنجاني باعتباره غير مرشح. وعزا عدم السماح للأخير بالظهور عبر وسائل الإعلام الرسمية لدحض اتهامات نجاد له بالفساد، الى ان القانون «لا يسمح ألا للمرشحين بالرد على نظرائهم». وأشار الناطق باسم المجلس الى إجراءات ستُتخذ لمنع «المضايقات» في الشوارع، في إشارة الى المهرجانات الليلية لأنصار موسوي. معروف إن مجلس صيانة الدستور يرأسه احمد جنتي المقرب من خامنئي. وعلمت «الحياة» ان رفسنجاني ابلغ مقربين منه رغبته في التخلي عن مناصبه الرسمية في حال فوز نجاد، لاستحالة التعايش بينهما. وقالت مصادر مطلعة في طهران ل»الحياة» ان البيان الذي اصدره 14 رجل دين في قم تأييداً لرفسنجاني، هدفه التأثير على الناخبين في الأرياف حيث يتمتع نجاد والمرشح الآخر المحافظ محسن رضائي بتأييد، فيما ينحصر التأييد لموسوي والمرشح الإصلاحي الآخر مهدي كروبي في المدن. وأضافت المصادر ان رجال الدين الذين اصدروا البيان، هم من «جمعية التدريسيين» التي تميل الى الإصلاحيين، ولا تزال تتمتع بنفوذ لدى بعض الأئمة في الأرياف. وقارع نجاد خصومه أمس في «عقر دارهم» في طهران، اذ حشد عشرات الآلاف من مؤيديه الذين ساروا من ميدان الثورة الى ساحة الحرية حيث تقام مناسبات الاحتفال بذكرى الثورة. وخاطب الرئيس المنتهية ولايته مؤيديه الذين تجمعوا خلال مسيرتهم أمام جامعة شريف الصناعية، قائلاً: «ليس لأحد الحق في إهانة الرئيس وهم فعلوا ذلك. هذه جريمة. الشخص الذي أهان الرئيس يجب ان يُعاقب والعقاب هو السجن. وأضاف ان «إهانات واتهامات من هذا النوع ضد الحكومة هي عودة لأساليب (الزعيم النازي ادولف) هتلر وتتمثل في تكرار الأكاذيب والاتهامات، حتى يصدقها الجميع». واتهم نجاد موسوي بالكذب حول الوضع الاقتصادي للبلاد، مندداًبالانتقادات التي وجهها إليه موسوي وكروبي ورضائي. ونقلت وكالة «اسوشييتد برس» عنه قوله: «بفضل الله، سترسلهم الأمة الإيرانية إلى قعر التاريخ». وجدد مهاجمة رفسنجاني، متعهداً «قطع أيدي من نهب ثروات البلاد»، إذا أعيد انتخابه.