أهاب رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري باللبنانيين جميعاً، بعد ترؤسه اجتماعاً لهيئة الرئاسة في حركة «أمل»، «صم آذانهم عن الاستماع أو تصديق ما يصدر عن السياسيين والإعلام الإسرائيلي الذي بدأ يأخذ منحى تصاعدياً يوماً بعد يوم». ولفت الى ان هذه المواقف تهدف الى «الإيقاع بين اللبنانيين عبر إثارة الشبهة والإيحاء بأن فوز فريق سياسي لبناني انما يخدم التطلعات الإسرائيلية، وطمأنة الرأي العام الإسرائيلي المنزعج دائماً من توحد اللبنانيين الى أن هدف الحكم في لبنان في ضوء نتائج الانتخابات النيابية سيكون تجريد المقاومة من سلاحها، وطمأنة شبكات التجسس الإسرائيلية الى إمكان كف يد الأجهزة الأمنية اللبنانية عن ملاحقة الشبكات الإجرامية واعتبار تفكيكها لم يعد أولوية وطنية، وتعميم اعتقاد مضلل للرأي العام المحلي والإقليمي والدولي بأن المستوى السياسي في لبنان بعد الانتخابات سيكون أكثر قبولاً بمشروع التوطين المرفوض جملة وتفصيلاً من اللبنانيين والفلسطينيين، على حد سواء». وأكد بري ان «ما من أحد في لبنان قبل الانتخابات أو بعدها أسقط من حساباته ومن أدبياته السياسية مخططات إسرائيل ضد لبنان، فالجميع في لبنان يدرك أن إسرائيل كانت ولا تزال تمثل العدو الأول لسائر اللبنانيين»، مؤكداً ان «كل الأطراف السياسيين اللبنانيين الذي خاضوا غمار الانتخابات تنافسوا في ما بينهم على أساس ان هذا الاستحقاق هو استحقاق محض داخلي ولم يخضه أحد بالوكالة أو بالنيابة عن أعداء لبنان وفي طليعتهم إسرائيل». ورأى بري في زيارة نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي سيلفان شالوم لمستوطنة كريات شمونة قبالة الحدود مع لبنان واطلاقه تحذيرات وتهديدات للبنان بعد المناورات الأضخم في تاريخ الدولة العبرية، والتي ترافقت مع السيل الكبير للتصريحات التي تهول بالعدوان على لبنان، ان «كل ذلك يستدعي من اللبنانيين على مختلف توجهاتهم وانتماءاتهم المزيد من الانتباه والأهبة والوحدة الوطنية لكبح جماح العدوانية الإسرائيلية وإحباط كل محاولاتها الرامية الى تمزيق وحدة اللبنانيين ولمجابهة أي تحد إسرائيلي محتمل»، معتبراً ان «التدخل الإسرائيلي المباشر في شؤون لبنان الداخلية بقدر ما يكشف عن حقيقة النيات الإسرائيلية الخبيثة المبيتة للبنان واللبنانيين، يجب، وبالقدر نفسه أيضاً، ان يشكل حافزاً أمام الجميع في لبنان من اجل التوافق الكامل والإسراع ومباشرة بناء مؤسسات الدولة بعد الانتخابات كي تأخذ دورها على المستويات كافة».