أعلن رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النيابي اللبناني ميشال عون، إصرار المعارضة على المشاركة في الحكومة المقبلة «وفق النسبية»، متمنياً على رئيس الجمهورية ميشال سليمان «أن يدعم برنامجنا الإصلاحي خصوصاً أن لا برنامج لديه». واعتبر عون أن ليس من مرشح لرئاسة المجلس النيابي سوى الرئيس نبيه بري. كلام عون جاء بعد ترؤسه الاجتماع الأول لنواب تكتله الفائزين البالغ عددهم 27 يتقدمهم الوزير طلال ارسلان والوزير السابق سليمان فرنجية، وهم جميعاً تحلقوا حوله أثناء تحدثه إلى الإعلاميين بعد الاجتماع. وأوضح عون أن «الاجتماع كان للتعارف أولاً ومناقشة مواضيع أساسية وعامة، وهي تأكيد وحدة المعارضة وتضامنها في كل المراحل المقبلة، وكذلك موضوع المشاركة في الحكومة الجديدة وهناك إصرار من الجميع على المشاركة النسبية في الحكومة، إضافة إلى البحث في أمر يتعلق بالشوائب والمخالفات التي طاولت الانتخابات وعلى رغم ذلك كان انتصارنا قوياً وله معنى». وقال: «انتصرنا على تحالف المال السياسي مع بقايا المجموعات التي هي قيد الانهيار في المجتمع، وعلى أجهزة دولية عملت في عالم الانتشار اللبناني وأحضرت أعداداً هائلة من الناخبين. وعلى رغم ذلك صمد جبل لبنان وربحنا المعركة مع زغرتا وجزين، وجمعنا الشمال بالجنوب ونحن الآن هنا لنؤكد بصوت عال وحدة لبنان ووحدة المعارضة وتكامل برنامجنا». وأضاف: «انتظر البعض ان يكون الانتصار أوسع. هذا قد يؤخر برنامجنا الإصلاحي لكننا سنبدأ به وتأخيره إذا حصل، سيكون بسبب عدم تعاون الأكثرية». وقال عون: «لم نبدأ الآن مرحلة معارضة ولا مشاركة، بل في مرحلة انتظار ريثما تبدأ المحادثات، علماً أن هناك انتخاب رئاسة المجلس وأعضاء هيئته». حوار وسئل عون: «بعدما بثت «أو تي في» تهديد مباشراً من النائب ميشال المر للأب عكاري والطائفة السريانية، هل تطعنون؟»، فأجاب: «بالتأكيد، وهذه أول تجربة سيمر بها المجلس الدستوري. هناك شخص سيطير من بين الاثنين. لنرى هذه المؤسسة هل تعمل أو تكون معطلة». وأوضح ان «للمشكلة وجهين: جزائي يتعلق بخطف شخص وتهديده، ووجه دستوري يتمثل برشوة وحجز مواطن ومنعه من ممارسته حقه الدستوري. وستضاف إلى هذين الأمرين أحداث أخرى إلى ملف الطعن، وأعتقد أن هذه الحال نربحها». وعن الأسباب التي أدت إلى تراجع شعبية «التيار الوطني الحر» في عدد من المناطق قال: «ارتفع عددنا الى 27 نائباً، فكيف أكون خسران؟ وذلك على رغم كل المداخلات الدولية وتجمع كل الرؤوس الكبيرة ضدنا تحت شعار «إسقاط عون» مهما كانت الكلفة». ولم يعتبر عون أن رسالة البطريرك نصرالله صفير موجهة ضده، قائلاً: «هو حدد الخطر على كيان لبنان وسأسأله كيف». وقال: «أنا لست ضد رئيس الجمهورية ولا ضد بكركي، أما إذا كانا هما ضدي فاسألوهما لماذا». وأوضح أن «المعارضة لم تربح الأكثرية النيابية لكنها لا تزال تتمتع بالأكثرية الشعبية»، معتبراً أن «جريدة «النهار» نشرت أرقاماً مغلوطة عن أن 58 في المئة من المسيحيين للموالاة». وسأل: «الى متى تبقى هذه الجريدة طاحونة كذب؟ من هي الأجهزة المسؤولة عن الاحصاءات التي ترمى في الصحف؟ هل يحق لأي كان أن يرمي الرقم أو الكذبة التي يريدها في الجريدة»؟ وهل ينتخب بري رئيساً للمجلس سأل عون: «هل هناك مرشح غيره؟ إن كان غيره موجوداً نجري مفاضلة». وعن رفض الأكثرية إعطاء المعارضة الثلث المعطل قال: «لهم حق الرفض ولنا الحق أن نقترح. لنا حق المشاركة وإذا تسبب أحد بأزمة فهي مشكلته وليست مشكلتنا». وأضاف: « نحن لسنا وسطيين بل إصلاحيون تغييريون ولدينا برنامج ومشروع إصلاحي يمكن الرئيس (سليمان) الدخول فيه خصوصاً انه ليس تجارياً وليس «سوليدير» تباع اسهماً وتعد مراسيم في الحكومة لزيادة أرباحها. لدينا مشروع وطني كبير لمصلحة كل اللبنانيين ونتمنى من رئيس الجمهورية ان يدعم هذا المشروع الإصلاحي خصوصاً انه ليس لديه فريق يخطط للإصلاح والمتابعة، وعلى رئيس الجمهورية ان يؤدي دوره التوفيقي ولو حصل خلل نأمل بأن يزول من الحال التي وقع فيها. أهلاً وسهلاً نتمنى ان يدعمنا رئيس الجمهورية في برنامجنا». وهل تدعمه؟ فأجاب سائلاً: «على ماذا ادعمه؟ ما هو برنامجه؟ هل لديه برنامج معين؟ إذا أن يساعده أحد في مسألة الصلاحيات فنحن نطرح تعديل الصلاحيات حتى يؤدي الرئيس دوراً ايجابياً، وإلا إذا لم تكن لديه الصلاحيات فيؤدي دور المصلح التوافقي. استغرب تضعون مسؤوليات لأناس ليست لديهم هذه المسؤوليات». وأشار إلى ان «الأكثرية عادت وهناك استمرارية للمسؤولية، ونحن سنبدأ بمكافحة الفساد الذي أسقطنا». واعتبر أن فرنجية أصبحت لديه كتلة من 4 نواب تؤهله للمشاركة في طاولة الحوار. وأوضح أنه لا يزال يمثل الأكثرية المسيحية و«ما داموا يقرون بانني أمثل نصف المسيحيين فأريد نصف حصة المسيحيين في الحكم». وأيد عون إعطاء رئيس الجمهورية الثلث المعطل في الحكم «لكن ضمن الأطر الدستورية، ليقدموا مشروع قانون في ذلك ونحن سنكون رأس الحربة في إقراره أما أن تكون مناورة سياسية فهذا ممنوع». وهل يؤيد تولي الرئيس فؤاد السنيورة أم سعد الحريري رئاسة الحكومة الجديدة؟ قال: «نأتي بالأصل ولماذا نأتي بالتقليد». وهنا علق فرنجية قائلاً: «لا شيء يسقطهم إلا إذا جاء سعد الحريري رئيساً للحكومة».