اعتبر وزير الاقتصاد والتخطيط خالد القصيبي، أن السعودية تمكّنت من القضاء على «الفقر المدقع» بشكل كلي، مشدداً على سعيها للقضاء على «الفقر المطلق» عبر مجموعة من الإجراءات التي اتخذتها الدولة في مجالات التعليم والصحة وغيرهما. وكشف وزير الاقتصاد والتخطيط خلال اليوم الثاني لأعمال منتدى الغد المقام في الرياض عن إنجاز الاستراتيجية الوطنية للشباب بنهاية العام الحالي، موضحاً أن وثيقة الخطة عقب أن تنتهي منها وزارته سترفع لمجلسي الوزراء والشورى، آملاً بأن تخرج هذه الاستراتيجية بالشكل الذي يحقق طموحاتهم. وقال خلال عرض حول الاستراتيجية الوطنية للشباب التي تعكف على إعدادها وزارته، إن معدلات النمو لفئة الشباب تطرح فرصاً واعدة لبلوغ أهداف وغايات التنمية الشاملة، موضحاً أن جيل الشباب يمثل مورداً تنموياً واعداً إذا توافرت له فرص التعليم، مؤكداً أن المملكة حققت العديد من الإنجازات البارزة ذات الصلة بالشباب. وأوضح الوزير أن عدد الشباب في السعودية بلغ 3.9 مليون نسمة خلال 2010، ممثلين 21 في المئة من عدد سكان المملكة، لافتاً إلى أن التركيبة السكانية للمملكة تعكس وجود واحد من بين كل 5 سعوديين في الفئة العمرية (15 – 24 عاماً)، ونحو 34 في المئة من السكان في سن العمل. واعتبر الوزير أن الشباب من أهم مصادر التنمية الواعدة في البلاد، لافتاً إلى صدور توجيه سام العام المنصرم بالبدء في إعداد هذه الاستراتيجية التي عدها أول استراتيجية شاملة في المملكة للشباب والثالثة عربياً، اذ انضمت معها المملكة لتصبح 50 دولة في العالم تحتوي على مثل هذه الاستراتيجية. واستعرض وزير الاقتصاد والتخطيط في كلمة له أمام حشد من الشبان والفتيات السعوديين خلال الجلسة الأولى لأعمال منتدى الغد الذي يختتم أعماله في الرياض اليوم (الثلثاء)، أهداف الاستراتيجية والرؤى التي يؤمل بأن تعبر عنها، إضافة إلى محاورها التي تشتمل على الرياضة والثقافة والمواطنة الصالحة وتقنية المعلومات ومكافحة البطالة، مشيراً إلى أن فريق إعداد الاستراتيجية سعى للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الشباب في السعودية عبر طرق عدة. ولخص الوزير القصيبي الملامح الرئيسية، التي بنيت عليها الاستراتيجية الوطنية للشباب، فيما دخل بعد ذلك في حوار مفتوح مع المشاركين في منتدى الغد. وفي سؤال حول توظيف قنوات الإعلام الجديد مثل الفيس بوك والتويتر واليوتيوب في الوصول إلى الشباب، أكد أن الاستراتيجية تتضمن فصلاً خاصاً بالشباب والإعلام يتطرق إلى جميع هذه الجوانب، مؤكداً أن وزارته «لا تنظر» فكل ما تقوم به وزارة الاقتصاد والتخطيط مبني على «مسوحات واقعية». وأضاف قائلاً: «اننا في وزارة الاقتصاد والتخطيط نواكب في قضايانا المتغيرات العصرية، ولسنا بمعزل عما يدور في العالم». وحول متابعة تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للشباب، شدد القصيبي على أن منهجية الاستراتيجية لا يمكن أن تكون مجدية إذا لم تواكبها متابعة، وهذا جزء رئيسي من العملية، لافتاً إلى أن وزارته ترفع تقريراً سنوياً لمجلسي الوزراء والشورى عن خطوات التنفيذ والتحديات التي واجهتهم في ذلك تماماً كما يتم في خطط التنمية. وحول مشاركة الشباب في بناء الاستراتيجية الوطنية للشباب، أوضح وزير الاقتصاد والتخطيط، أن الشباب مشارك فيها عبر ورش العمل وغيرها من المناشط التي رافقت إعداد الاستراتيجية لمعرفة أفكارهم وتطلعاتهم. ورداً على سؤال حول حالة فقدان الثقة لدى الشباب بكثير من المؤسسات والدعوة لاستخدام فيس بوك وتويتر لقياس رأي الشباب، أكد القصيبي أن قنوات التواصل مع الشباب كثيرة جداً، مشيراً إلى أن موقع وزارته متاح لهم ولمساهماتهم بمنتهى الصراحة، لافتاً إلى أن الاستراتيجية تلقت مئات المداخلات عن طريق الانترنت، مؤكداً حرصهم على أن تعكس هذه الاستراتيجية الشعور الواقعي للشباب، إضافة إلى حرصهم على عدم عمل إلا ما هو قابل للتنفيذ والقبول، وأن تحصل هذه الشريحة من المجتمع على أقصى درجات الاهتمام. وتطرق وزير الاقتصاد والتخطيط في معرض حديثه إلى مخرجات التعليم، داعياً الشباب إلى العناية القصوى باختيار التخصصات التي يدرسونها.