من المعلوم أن النظام الدولي مر بمراحل عدة من تعددية في الأقطاب إلى ثنائية القطب، وبعد ذلك القطب الأوحد، وهو الذي نعيش تحت بوتقته الآن، ويقود هذا النظام «أميركا»، وذلك بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، وفي رؤية لهذا النظام الجديد نرى أن هناك تطورات في التغيير في البيئة الدولية، إذ إننا نجد أن هناك توحيداً يراد للعالم تحت زعامة واحدة وفرض فكر واحد، ونرى كذلك أن الاقتصاديات صارت مرتبطة ببعضها البعض ومتصلة في النهاية بالدولة الزعيم، ألا وهي أميركا، قد يرى البعض أن لزعامة العالم ضريبة وهي التسلط وفرض الهيمنة على الدول، ما قد يؤدي في نهاية الأمر إلى أن تنتهي هذه الزعامة وتصبح هناك زعامات متعددة. وهذا ما تنبأ به بعض المفكرين في الثمانينيات من أنه سيكون للصين القيادة للعالم، لكن ما نشهده الآن في الأزمة التي مر بها النظام الاقتصادي العالمي الذي عصف باقتصاديات الدول الكبرى، ومنها أميركا، يدل على أن الضريبة لها ضريبة أخرى وهي نظرة العالم لاقتصاد الدولة الكبيرة على أنه اقتصاد غير آمن، والرغبة في التحول عنه إلى اقتصاد أكثر أمناً، وفي هذه المرحلة سيكون النظام الدولي الحالي في خطر، ما يطرح السؤال الآتي: هل ستصدق هذه التنبؤات؟ وهل سيبقى النظام الدولي كما هو؟