بالأمس طوت أميركا صفحة «ابن لادن»، بعد أن أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما خبر مقتله في أحد منازل منطقة ابيت اباد الباكستانية الواقعة على بعد 50 كم من العاصمة إسلام اباد. بعد 40 دقيقة و10 سنوات، كسرت الشوكة التي كانت في حلق أميركا. بعد الخبر فتحت العديد من وسائل الاعلام سجلات مؤسس «تنظيم القاعدة»، أبرزها في المجال السياسي الذي بدأه منذ أكثر من ربع قرن، والمجال الاقتصادي بعد أن ورث من أبيه أكثر من 300 مليون دولار. كتّاب عدة على مستوى العالم ألفوا كتباً عن المطلوب الأول في القائمة الأميركية، تحدثوا عن أعماله السياسية والتجارية والاجتماعية والدينية، لكن هناك من كتب القليل عن احتكاكه بالمجال الرياضي! البريطاني سايمون كوبر، تناول القليل من حياة ابن لادن الرياضية في كتابه الرائع «كرة القدم ضد العدو»، هذا الكتاب الذي جعل مؤلفه يزور 22 بلداً حول العالم ليكتشف التأثير الغريب للساحرة المستديرة بالسياسة وتداخلها المخيف في السلطة. حمل الفصل الأخير عنواناً باسم «الجهاد العالمي»، جاء فيه أن ابن لادن مكث في لندن ثلاثة أشهر في مطلع 1994، زار فيها أتباعه وشركاءه، كذلك توجه أربع مرات لمشاهدة مباراة لفريق آرسنال لندن، وقبل عودته الى السودان كخطوة لتسليمه للسعودية، واشترى هدايا لأولاده من محل النادي الإنكليزي. ابن لادن كان متابعاً لكرة القدم، ونشر هذا الحب في قلوب أتباعه، ذكر منها المؤلف لحظة تأمل ابن لادن شريط فيديو «هجوم 11 سبتمبر» وبجانبه أحد أتباعه يقول: (حلمت أننا نلعب كرة قدم في مواجهة الأميركان، عندما ظهر فريقنا كانوا طيارين)... الحلم تحقق بعد ذلك! سلسلة التحقيقات التي جاءت في الكتاب، بينت العلاقة القبيحة لابن لادن بالمجال الرياضي، منها أن أحد أسباب قيام القاعدة بتفجير سفارتي أميركا في كينيا وتنزانيا، هو فشل العملية الإرهابية خلال كأس العالم 1998 بفرنسا، بعدما قبض على مخطط العملية محمد سايقي. على ما يبدو أننا غير محظوظين بابتعاد ابن لادن عن المجال الرياضي، فمنذ صغره كان مولعاً بكرة القدم، لدرجة انه كان يضحي بالنصف الآخر من نهاره من اجل لعب كرة القدم في مدرسته بمدينة جدة. تخيلوا لو كان ابن لادن أحد المهتمين بالأندية العربية أو السعودية... ماذا كان سيحدث لهذا النادي؟ ماذا لو فرغ ابن لادن طاقته في خدمة الرياضة؟ بالتأكيد سيكون ابن لادن شخصاً مختلفاً بالنسبة لنا! قد لا يكون ذا شهرة في هذه الحالة، لكنه حصل على شهرة كروية عالمية بعد أحداث 11 سبتمبر. هذه الحادثة جعلت جماهير آرسنال تألف أنشودة خاصة لابن لادن: إنه مختبئ بالقرب من كابول إنه يحب الآرسنال أسامة أوه أوه أوه. [email protected]