أكد الرئيس التنفيذي ل «طيران الإمارات» تيم كلارك، أن معدل حجوزات الصيف على متن ناقلاتها تجاوز 80 في المئة مقارنة بالعام الماضي، على رغم التراجع الكبير في حركة النقل الجوي العالمية، والتي توقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا» أن تصل خسائر القطاع هذه السنة إلى 9 بلايين دولار، نتيجة آثار أزمة المال العالمية، وانتشار «انفلونزا الخنازير» وتذبذب حركة العملات. وتوقع كلارك في مقابلة مع «الحياة»، على هامش الاجتماع السنوي ل «إياتا» في كولالمبور، أن تحقق الناقلة الإماراتية أرباحاً مشابهة لأرباح العام الماضي، التي بلغت 406 ملايين دولار. وعلى رغم انخفاض أرباحها بمعدل 72 في المئة مقارنة بالعام الماضي، اعتبرها كلارك «إنجازاً كبيراً، في ضوء الخسائر التي تكبدتها شركات الطيران في العالم». وقال إن طيران الإمارات من بين شركات طيران قليلة حققت أرباحاً خلال العام الماضي. وأعلن أن «عدد المسافرين على متن الناقلة الإماراتية ارتفع هذه السنة 13 في المئة عن العام الماضي. لكن توقعات أعمال السنة تعتمد في شكل كبير على حركة السفر بعد رمضان والصيف. وتراهن طيران الإمارات أيضاً في الوصول إلى هدفها، على سياسة خفض النفقات التي انتهجها حالياً لمواجهة الأزمة المالية العالمية، وتشمل «تغير وجهات وتركيزاً على وجهات لم تتأثر كثيراً بأزمة المال العالمية، مثل وقف تسيير طائرة «آرباص 380 من مطار «جيه اف كيه» في نيوريورك بسبب تأثر هذا الخط بتداعيات الأزمة. لكن الناقلة ستعيد تشغيل الطائرة العملاقة على خط نيويورك خلال الربع الأول من السنة المقبل. وأشار كلارك إلى أن السياسة التي انتهجتها الناقلة الإماراتية خلال الأزمة، شملت أيضاً خفض الموظفين بمنح عدد منهم إجازات من دون راتب. ولفت إلى أن 2.5 ألف موظف يعملون في طيران الإمارات وافقوا على «الإجازة من دون راتب» من شهر إلى ستة اشهر. وعلى رغم تأكيده أن حركة السفر على متن طائرات الناقلة الإماراتية تحسنت بصورة كبيرة، مقارنة بالأشهر القليلة الماضية، لم ينكر أن عوائد التذاكر تراجعت بصورة كبيرة، ما يخلق تحدياً في تحقيق أرباح كبيرة. والتحدي الآخر الذي تواجهه «طيران الإمارات» وغيرها من الشركات العالمية، خلال الأشهر المقبلة، هو التراجع الكبير في الطلب على الدرجتين الأولى ورجال الأعمال، إضافة إلى الانخفاض الكبير في حركة الشحن التي بلغت 30 في المئة منذ اشتداد الأزمة في الخريف الماضي. لكنه لاحظ مؤشرات تدل على أن «الوضع لن يسوء اكثر، في حركة الشحن الجوي». وأكد انه على رغم التحديات التي يشهدها قطاع الطيران العالمي، فإن الناقلة الإماراتية لن تؤجل جدول تسلم طائرات جديدة، وأنها ستستلم 7 طائرات قبل آذار (مارس) المقبل. وشكّك بالقدرة على «التنبؤ بحجم الركود العالمي الذي ترك آثاره على العالم»، لكن «الشركة بذلت جهوداً كبيرة للتكيف مع هذه الآثار عبر التعامل السريع مع أي مستجدات تفرضها تقلبات الأسواق، ما مكنها من تحقيق أرباح في وقت تكبدت شركات الطيران العالمية الأخرى خسائر جسيمة. وتعرضت حركة التوسع التي أنجزتها الناقلة الإماراتية خلال السنوات القليلة الماضية ودخولها أسواق عالمية، إلى انتقادات واسعة من شركات طيران عالمية كبيرة، كون نجاحها يعتمد على الدعم الذي تحصل عليه من الحكومة. لكن الرئيس الأعلى للناقلة الإماراتية الشيخ احمد بن سعيد أكد غير مرة أن «طيران الإمارات» تعمل بصورة تجارية وأنها لا تحصل على أي دعم من الحكومة. وفي ما يتعلق بإدراج «طيران الإمارات على اللائحة السوداء بدعوى أنها «تضلل العملاء» عبر موقعها الإلكتروني، أكد كلارك أن الناقلة الإماراتية «ردت بقوة على الاتهامات، وفندت أخطاءها برسالة وجهتها إلى الاتحاد». وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي اتخذ قراره من دون التأكد من صحة هذه الاتهامات، أو بحث الأمر معها، ليتجنب الإحراج الذي وقع فيه. وأكد أن الاتحاد الأوروبي سيعلن قريباً عن اعتذار مكتوب إلى طيران الإمارات.