أشعلت صورة التُقطت في الاشتباكات الأخيرة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي جنوب نابلس في الضفة الغربية، مواقع التواصل الاجتماعي الفلسطينية، وألهبت مشاعر كثيرين حتى أن البعض أطلق عليها «عنوان التحدي» لما تحمله من غضب فلسطيني على قرار الرئيس دونالد ترامب إعلان القدس «عاصمة لإسرائيل» ونقل السفارة الأميركية إلى المدينة. ووصف محترفو التصوير الصحافي الصورة ب «المعجزة» لصعوبة التقاطها في تلك الأجواء المشحونة، كما أشاد مصورون صحافيون عرب وعالميون ب «حرفية» الصورة، وما تحمله من «تحدٍ وعمق وحزن». وقال المصور الصحافي علاء بدارنة (46 سنة) الذي «اقتنص» الصورة، ل «الحياة»، إن «التفاعل الكبير الذي لاقته الصورة لم يكن متوقعاً»، مشيراً إلى أن التفاعل كان «الأكبر بين كل الصور التي التقطها منذ عشرين عاماً كما ظهر، سواء على حسابي الاجتماعي أو في وسائل الإعلام العربية والدولية». ووصف عملية التقاط الصورة بالسهل الممتنع، موضحاً أن «لحظة ارتطام ضوء الشمس بالشخص الذي يلفه الدخان، استغرقت أقل من ثانية واحدة»، وأضاف: «التركيز صعب جداً خلال التصوير في أجواء دخانية، لكن الصورة التقطت بدقة عالية، حتى يبدو أنها التقطت بتقنية اللونين الأبيض والأسود. لكنها ملونة». وكان بدارنة كتب على حسابه في موقع «فايسبوك» أن «اللحظة في التصوير الصحافي تتفوق على كل مبادئ التصوير وأسسه، وهي التي تُظهر قدرة المصوّر على اتخاذ القرار السريع لإخراج صورة تترجم قيمة إخبارية وإنسانية في آن». وأوضح أن الصورة تختصر المشاهد المكررة يومياً للمواجهات الأخيرة في المناطق المتفرقة. ونشرت مجلة «تايم» الإميركية الصورة التي علّق عليها أحد الخبراء أنها «إن لم تكن صورة فوتوغرافية لكانت لوحة». ويعمل بدارنة مصوراً لوكالة الأنباء الأوروبية في الضفة الغربية، ومُدرساً لمساق «التصوير الصحافي» في كلية الإعلام في جامعة بيرزيت، ويمتهن التصوير الصحافي منذ 20 عاماً حاز خلالها على 27 جائزة بارزة، أبرزها جائزة الصحافة العربية (مرتان)، وجائزة التصوير الفوتوغرافي في دولة الإماراتالمتحدة (مرتان)، وجائزة «ثومسون» العالمية، وغيرها.