نيويورك، كابول - يو بي أي، أ ف ب - اعتقلت السلطات الأفغانية مدير سجن قندهار (جنوب) غلام داستجير مايار و7 من مساعديه وقادة شرطة في بعض المناطق، للتحقيق في تورطهم بتسهيل فرار أكثر من 450 معتقلاً من أسرى حركة «طالبان» عبر نفق حفروه داخل السجن الإثنين الماضي. وأكد الناطق باسم السلطات الاقليمية في قندهار، زلماي ايوبي، احتجاز «عدد من الأشخاص بسبب أهمالهم في واجباتهم»، مشيراً الى طرد 4 حراس يتمركزون في مركز للشرطة يحيط بالسجن على مشارف مدينة قندهار، «لأنهم كانوا نائمين لدى حصول الهروب الكبير تحت جنح الظلام». واستغرقت عملية فرار السجناء أكثر من 4 ساعات عبر نفق بطول 560 متراً حفر من منزل مجاور للسجن الشديد التحصين، والمزوَّد وسائلَ اضاءة وتهوية. وكان نواب أفغان طالبوا الثلثاء الماضي بمحاكمة مسؤولي السجن الذي تعرض لأكبر انتهاك أمني منذ اطاحة نظام «طالبان» نهاية عام 2001، بعدما أكدت وزارة العدل في تقرير، ان الهروب لم يكن ليحصل لولا «مساعدة من داخل السجن»، فيما أقرت الرئاسة الافغانية بأن الهروب كشف ثغرات خطيرة في الاستعدادات الأمنية بأفغانستان، خصوصاً انه جاء بعد ثلاث سنوات على فرار حوالى ألف سجين بينهم مقاتلون من «طالبان» من السجن ذاته، بعدما فجرت شاحنة مفخخة بواباته، وأدى ذلك لاحقاً إلى تصاعد حدة القتال في أفغانستان. وتشكل عملية الفرار اهانة للقوات الحكومية وتلك التابعة للحلف الاطلسي (ناتو)، التي زادت عملياتها خلال العامين الاخيرين في معقل «طالبان» ولاية قندهار، والتي تعد اساسية لتثبيت الاستقرار في البلاد. ورأى خبراء ان الفرار كشف ضعف الدولة الافغانية، التي يحتج قسم كبير من الشعب على شرعيتها، علماً ان جهاز الشرطة الدولية «انتربول»، وصف العملية بأنها «إخفاق أمني غير مقبول، يفضح الفشل في تدريب عناصر الشرطة المحلية» التي يفترض ان تتسلم مع الجيش مسؤوليات الامن بالكامل بحلول نهاية عام 2014. على صعيد آخر، اعلن وزير الدفاع الالماني توماس دو ميسيير، خلال محادثات اجراها مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في نيويورك، ان قتل ضابط افغاني بالرصاص ثمانية جنود اميركيين ومدني اميركي وجندي افغاني في مطار كابول العسكري «حادث بالغ الخطورة». وقال: «يندرج ذلك في اطار سلسلة حوادث مماثلة عمدت فيها قوات الامن الافغانية او عناصر من طالبان ارتدوا بزات عسكرية الى اطلاق النار على جنود خلال تدريبات». وشدد على ضرورة اجراء «محادثات جدية» مع الحكومة الافغانية وتقويم التداعيات المحتملة لأعمال مماثلة، علماً ان الحركة اكدت شن احد انتحارييها الهجوم على مطار كابول.