واصل الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر رئيس «مركز كارتر الدولي لمراقبة الانتخابات» زيارته لبنان، والتقى أمس رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في السراي الحكومية ورئيس كتلة «المستقبل» النيابية سعد الحريري في قريطم، وعرض معهما سير العملية الانتخابية التي أجريت. وأعلن كارتر «الحاجة إلى اصلاحات في القانون الانتخابي»، معرباً عن «سروره بمسار العملية الانتخابية». وشدد على أن «السلام في المنطقة يفيد لبنان، واحدى أبرز القضايا حالياً هي تشكيل حكومة ائتلافية في لبنان»، مشيراً الى أن «الرئيس الأميركي باراك أوباما وجه رسائل واضحة من القاهرة وسعى منذ وصوله الى البيت الأبيض لاحداث تغييرات جذرية عن السنوات الثماني المنصرمة التي سبقته». وأكد كارتر خلال زيارته رئيس الجامعة اللبنانية - الأميركية (LAU) الدكتور جوزف جبرا في حضور السفيرتين الأميركية ميشال سيسون والبريطانية فرانسيس غاي وشخصيات، أن القادة والزعماء اللبنانيين الذين زارهم «يوافقوننا الرأي بوجوب تحقيق المزيد من الاصلاحات الانتخابية»، وقال: «سنقدم مقترحاتنا ونتطلع الى المستقبل بحيث تأتي الانتخابات حاملة تمثيلاً أكثر للشعب، علماً ان خطوات كثيرة مثل الاقتراع السري، وسن الانتخابات، وحق المرأة مهمة جداً لتحقيق ذلك». وأعلن أنه سيزور سورية ويلتقي الرئيس بشار الأسد، وقال: «مركز كارتر منظمة خاصة لا تقيدها السياسات أو المقاييس السياسية»، وأضاف: «كما سألتقي قادة «حماس» في دمشق، علماً انني أعرف الرئيس الأسد منذ كان طالباً في لندن، وبعد دمشق سأزور الأردن وفلسطين، سألتقي قادة اسرائيل وقادة «فتح»، كما سأزور قطاع غزة لمعاينة الظروف هناك منذ القصف الذي حصل في كانون الأول (ديسمبر) حيث دمر أو تضرر أكثر من 41 ألف منزل. وأنا أعتقد بوجوب التقدم أكثر من تشكيل حكومة ائتلافية فلسطينية، اذ كيف يمكن الانخراط بمحادثات اتفاق سلام مع اسرائيل من دون حكومة كهذه؟». واعتبر كارتر أن «تطورات ايجابية حدثت منذ وصل الرئيس أوباما الى الحكم»، مشيراً الى أن «ما قاله في مصر حمل اشارات الى كل العالم بأن الولاياتالمتحدة تريد أن تكون ايجابية في تعاطيها مع الجميع حتى ايران وسواها في المستقبل». وفي ما خص لبنان، رأى أن «احد أهم الأمور حالياً هو تشكيل حكومة ائتلافية، ونحن نفكر جدياً في السبل الكفيلة بمساعدة هذا البلد في المستقبل. ان السلام مهم كثيراً لنا وسنساعد زعماءكم على تحقيق الاهداف التي وضعها الشعب اللبناني لنفسه». وزار كارتر رئيس المجلس النيابي نبيه بري في حضور النائب علي بزي. وقال إنه «فخور جداً بالشعب اللبناني على رغم كل الظروف الصعبة التي مر بها. فقد استطاع اللبنانيون أن ينجزوا الانتخابات بطريقة رائعة وسلمية وقانونية ورسمية وبمشاركة كثيفة، ونأمل بأن يفضي ذلك الى تشكيل حكومة متجانسة تعمل من أجل مستقبل لبنان والسلام، وأن يعم السلام المنطقة وخصوصاً بين الفلسطينيين والاسرائيليين». وعما إذا كانت النظرة الاميركية الى «حزب الله» ستتغير بعد الانتخابات، قال كارتر ممازحاً: «إنني بصراحة أتبنى ما قاله لي رئيس مجلس النواب في هذا الاطار». بدوره، رد بري على سؤال للصحافيين، مذكراً بأنه قال «إن الانتخابات مصيرية للدول الاجنبية. أما بالنسبة الى اللبنانيين فهي علامة جمع ووحدة»، وأضاف: «لاحظوا أن الانتخابات حصلت على رغم كل شيء. وأؤكد مرة ثانية أن الانتخابات علامة وحدة، وهذا ما تبين من خلال تصريحات كل الاطراف من دون استثناء».