تجاهل المؤتمر الوطني العام (البرلمان) في ليبيا تهديداً باستهدافه من جانب مجموعة من ضباط الجيش في طرابلس الموالين للواء خليفة حفتر، اذ عقد المؤتمر جلسة امس، خصصت لمناقشة الوضع الحكومي والموازنة، اضافة الى خطة مكافحة الإرهاب التي اقرتها الحكومة لقطع الطريق على حملة في هذا الشأن يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر. وعقدت جلسة المؤتمر في قصر ولي العهد السابق في منطقة «ابي سبتة»، وذلك رغم تحذيرات مجموعة من الضباط تطلق على نفسها «غرفة عمليات الجيش الوطني في طرابلس» باستهداف المؤتمر واعتقال اعضائه. ونقل مكان انعقاد جلسة المؤتمر من مقره، بعد اعلان المجموعة المقر منطقة عسكرية وحظر التجول في محيطها وتحذير المدنيين من الاقتراب منها. وقال أحد ضباط الغرفة في بيان ألقاه في مؤتمر صحافي إن «غرفة عمليات الجيش الوطني بدأت خطة عملياتها لدهم أوكار الإرهاب والإجرام، ومنع قوى الشر والظلام من ترويع الآمنين». وجدد البيان اشارته إلى أن الشعب أصدر» في جمعة الكرامة تفويضه الصريح للجيش والشرطة بتولي مهماتها»، مؤكداً عدم السماح بعودة المؤتمر، مؤكدين أن «أعضاءه مطلوبون وتحت الملاحقة باعتبارهم مجرمين ضد الوطن». ودعا البيان كل منتسبي الجيش للالتحاق برئاسة الأركان، مطالباً الشرطة بالالتحاق بوزارة الداخلية. وفي تطورات الوضع الأمني في بنغازي التي تشهد توتراً بين قوات حفتر والميليشيات الإسلامية، اصيب اربعة من افراد عائلتين بجروح في حادثين منفصلين جراء القصف العشوائي على منطقة بوعطنى في المدينة ليل اول من امس. في الوقت ذاته، اغتيل الشيخ السلفي صالح محمد حركة برصاص مجهولين بعد خروجه من مكتبه اول من امس. ويملك حركة «مكتبة التوحيد» في بنغازي. ولم تتبن أي جهة اغتياله، كما لم تصدر اي جهة بيانات توضيحية حول انفجارات عنيفة دوت في بنغازي ليل اول من امس، ما تسبب بحال ذعر وسط السكان. على صعيد آخر، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «كل الأطراف في ليبيا الى الامتناع عن اي عمل يمكن ان يقوض العملية الديموقراطية واستئناف الحوار». وقال ستيفان دوجاريك الناطق باسم بان كي مون في بيان ان الأمين العام «يدعو قادة التشكيلات العسكرية الى احترام واجبهم الأخلاقي والقانوني بحماية المدنيين». وأضاف ان بان «قلق جداً من التعبئة العسكرية المتزايدة في العاصمة طرابلس ومحيطها». وحذر الأمين العام من ان اندلاع «اشتباكات مسلحة قد يقوّض التضحيات التي قدمها الشعب الليبي في كفاحه من أجل الحرية والكرامة»، مؤكداً ان ليبيا بلغت «نقطة تحول في عملية الانتقال السياسي». يأتي ذلك غداة اعلان حفتر الذي يقود عملية عسكرية منذ 16 الشهر الجاري ضد مليشيات اسلامية متشددة، ان التظاهرات الحاشدة التي جرت الجمعة في العاصمة طرابلس ومدن اخرى ابرزها بنغازي (شرق) دعماً لتحركه، هي «تفويض» اعطاه اياه الشعب «لمكافحة الإرهاب». ومن المقرر ان تجرى في ليبيا في 25 حزيران (يونيو) المقبل، انتخابات اشتراعية في حين تشهد البلاد اعمال عنف يومية وتغرق اكثر فأكثر في ازمة سياسية عميقة.