أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان رفض بلاده أي «محور» ايراني من «البحر المتوسط الى طهران» وطالب برحيل المقاتلين الإيرانيين من سورية. يأتي ذلك بالتزامن مع تنديد تقرير للأمم المتحدة بتحركات مسؤول العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني التي أجراها أخيراً في سورية والعراق. وقال لودريان في مقابلة حول سورية أجرتها قناة «فرانس 2» وتبث مساء اليوم (الثلثاء) انه «لا للوجود الإيراني وللرغبة الإيرانية في اقامة محور من البحر المتوسط الى طهران»، موضحاً أن «إيران توفد مقاتلين وتدعم حزب الله (الشيعي اللبناني) في سورية». وكان لودريان أثار غضب طهران عندما ندد بنزعتها للهيمنة في الشرق الاوسط ولبنان واليمن مرورا بسورية والعراق. وبخلاف الولاياتالمتحدة التي تهدد باعادة النظر في الاتفاق النووي الموقع مع ايران في العام 2015، فان الاوروبيين وفي مقدمتهم فرنسا، يطالبون بالابقاء عليه لكنهم يحضون طهران على اعادة النظر في برنامجها الباليستي وعلى اعتماد استراتيجية اقل «عدوانية» في المنطقة. وعلى صعيد دور إيرانوروسيا في عملية السلام السورية أشار لودريان إلى ضرورة أن تمارس «ابرز جهتين فاعلتين ثقلهما من اجل الوصول الى حل سياسي مع الدول الاخرى الاعضاء في مجلس الامن الدولي» (الولاياتالمتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا). ودعا روسيا الى ممارسة ضغوط على الرئيس السوري بشار الأسد حتى يخفف الحصار عن الغوطة الشرقية قرب دمشق، حيث ادى قصف قوات النظام الى سقوط 200 قتيل من المدنيين في تشرين الثاني (نوفمبر). ومضى يقول «لو كان من الممكن استدعاء الاسد الى سوتشي (جنوبروسيا) ومطالبته بوقف (القصف) والسماح بايصال المساعدات الانسانية»، مشيراً إلى أن الأسد «ليس الحل» ولو ان الدول الغربية لم تعد تشترط رحيله لاطلاق اي محادثات سلام، وقال «قلنا سننتظر رحيله لكنه هنا ويحظى بالدعم. انه هجمي لكنه هنا». إلى ذلك، ندد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش في تقرير، اطلعت عليه وسائل الإعلام وسيناقشه مجلس الأمن في 18 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، مجدداً بحرية التنقّل التي يتمتع بها قائد فيلق القدس المسؤول عن العمليات الخارجية في الحرس الثوري الايراني اللواء قاسم سليماني، الذي «استمر في الذهاب الى العراق وسورية على رغم حظر السفر» المفروض عليه بموجب قرارات الأممالمتحدة. كما تطرّق الامين العام للمنظمة الدولية الى قضية الصواريخ الباليستية التي اطلقها المتمردون الحوثيون في اليمن على السعودية. وقال ان «الامين العام يواصل تحليل المعلومات المجمّعة وسيحيط مجلس الأمن علماً بها في الوقت المناسب». وكان خبراء تابعون للأمم المتحدة عاينوا بين 17 و21 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي شظايا صواريخ اطلقت من اليمن الى السعودية وجدوا صلة محتملة لهذه الصواريخ مع مصنّع ايراني. وتتهم السعودية والولاياتالمتحدةايران بتزويد المتمردين الحوثيين في اليمن بأسلحة، في انتهاك للقرارات الدولية التي تحظر على طهران تصدير اسلحة كما تفرض حظراً على ارسال اسلحة الى اليمن. من جهة ثانية أكد غويترش في تقريره احترام إيران الكامل للاتفاق النووي، مشدداً على أن الاتفاق «افضل وسيلة لضمان الطبيعة السلمية حصرا للبرنامج النووي الايراني». وأضاف ان رفض الرئيس الاميركي دونالد ترامب قبل شهرين الاقرار بالتزام طهران هذا الاتفاق «أرخى للأسف ظلالا من الشك» على مستقبل هذا الاتفاق.