أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أنها ستثير ملف البريطانية- الإيرانية نازنين زاغري- راتكليف، المحتجزة في طهران، مع القضاء على أسس «إنسانية». أتى ذلك بعد يوم على زيارة وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون طهران، ومناقشتها ملفها مع ابرز المسؤولين الإيرانيين، بينهم الرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف ورئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني. وأعلن ريتشارد راتكليف، زوج نازنين، أن جونسون التقى عائلتها في طهران ل45 دقيقة. وأعرب عن «تفاؤل شديد»، مضيفاً أنه يأمل بأن تعود زوجته إلى لندن قبل عيد الميلاد. وكانت ناطقة باسم الخارجية البريطانية قالت إن جونسون بحث مع روحاني في «كل القضايا الإقليمية والثنائية، بينها مسائل مصرفية، ومخاوفنا في شأن الملفات القنصلية لمزدوجي الجنسية». وتمضي نازنين حكماً بسجنها 5 سنوات، بعد توقيفها عام 2016 مع طفلتها في مطار طهران، فيما كانت عائدة إلى لندن إثر زيارة لعائلتها. ودينت بمحاولة «إطاحة» النظام في إيران، كما أعلن زوجها توجيه اتهامات جديدة إليها ب «نشر دعاية» مناهضة للنظام، قد تؤدي إلى حكم ثان بسجنها 16 سنة، علماً أنها مديرة مشروع في مؤسسة «تومسون رويترز» الخيرية. وأقرّ الناطق باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أمس بأن جونسون طرح ملف نازنين خلال محادثاته في طهران، مضيفاً أنها «إيرانية ومُدانة من الأجهزة القضائية، وتمضي فترة عقوبتها». واستدرك: «نظراً إلى القضايا الإنسانية، سيتابع ظريف هذا الموضوع مع مسؤولي القضاء الإيراني». ونقل عن الوزير أن «مسألة العفو تعود إلى القضاء وتتوقف على استيفاء الشروط اللازمة». على صعيد آخر، كرّر ظريف دفاعه عن البرنامج الصاروخي الإيراني، وحضّ الدول الأوروبية على الامتناع عن التأثر بسياسة المواجهة التي يتّبعها الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه طهران. وكتب ظريف في مقال افتتاحي نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»: «يجب ألا تنقاد أوروبا وراء إصرار واشنطن على تحويل التركيز إلى أزمة أخرى غير ضرورية، سواء كانت البرنامج الدفاعي الصاروخي لإيران أو نفوذنا في الشرق الأوسط». وتابع: «أتقنّا صنع الصواريخ لتكون وسائل ردع فاعلة. وقرارنا الواعي بالتركيز على الدقة بدل المدى، أتاح لنا امتلاك القدرة على الردّ بضربات بالغة الدقة. يجب ألا تكون الأسلحة النووية دقيقة، فيما يجب أن تكون الرؤوس الحربية التقليدية كذلك». ورأى أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب «واجهت حسن نية إيران بأخلاق متعجرفة ونقض للعهود، ويُمكن القول إن الوثوق بأميركا ليس ممكناً، من تغيّر المناخ إلى قضية فلسطين». وزاد: «نصبّ اهتمامنا على تحذير الدول الأوروبية من ألا تنهمك في حماقة البيت الأبيض، في مسائل أبعد من إطار الاتفاق النووي» المُبرم بين طهران والدول الست. واعتبر أن الاتفاق «يشكّل نموذجاً نادراً لنصر ديبلوماسي أمام سياسة المواجهة»، منبهاً إلى أن «إضعافه يُعدّ خطأً جسيماً». وأضاف: «على أوروبا ألّا تكرّر أخطاء الماضي».